آخر تحديث :الجمعة-11 يوليو 2025-10:42م
مجتمع مدني

في زمن قل فيه الوفاء.. المهندس محمود موقع شاهد على الأصالة والوفاء

الجمعة - 11 يوليو 2025 - 05:49 م بتوقيت عدن
في زمن قل فيه الوفاء.. المهندس محمود موقع شاهد على الأصالة والوفاء
(عدن الغد)خاص.

كتب/ علي بن فهيد النهدي


يحق لي أن أُسمي الزمن الماضي بـ"الزمن الجميل"، لما فيه من إيجابيات وروابط أخوية صادقة، سواء في الحياة الدراسية أو في السلك المدني والعسكري، زمن تجسدت فيه روح المحبة بين الطالب وزميله، وبين الضابط وجنده، زمن الرحمة والوفاء والصدق... زمن لا يشبه حاضرنا إلا كما يشبه المشرق المغرب.


ولأن الوفاء عملة نادرة في زمننا هذا، وجب أن نسلط الضوء على من لا يزالون يحملون قيم ذلك الزمن النقي، وعلى رأسهم الرجل النبيل والمهندس الخلوق محمود موقع العولقي، الذي جسد في حياته تلك القيم، وسار على دربها منذ نعومة أظافره وحتى اليوم.


عرفناه زميلًا وفيًا منذ أيام الدراسة، صادقًا في صداقته، نقيًا في تعامله، محبًا لزملائه ورفاق دربه، لم تُغيّره الأيام، ولم تبرده السنون. وبرغم مرور أكثر من خمسين عامًا على تلك المرحلة، ما زال قلبه يحنّ إلى رفاقه ويشتاق لأخبارهم ويستذكر معهم مواقف وذكريات لا تُنسى. وكما يقول المثل الشعبي: "الأسود تولد أسود، والأرانب تجيب أرانب"، فالوفاء ليس طارئًا عليه، بل هو طبعٌ أصيل توارثه من بيته ومدرسته الأولى.


ولعل ما دفعني لكتابة هذه الكلمات هو ما سطره المهندس محمود مؤخرًا في رثاء فقيدنا الغالي صالح سيف (أبو جميل)، حيث كتب بدمع القلب وألم الرفيق، راثيًا ومواسيًا، ومُذكّرًا بأسماء زملائه في عزّان ونصاب، في وفاء قلّ نظيره، وتعبيرٍ عن كرم وشهامة هذا الرجل المثالي، الذي نعتز به كأحد رموز شبوة وأعلامها.


بل وأكثر من ذلك، فقد تحدى صعوبة المواصلات في بداية السبعينات، حين قرر زيارة أخيه صالح سيف في عمقين، في زمنٍ كانت فيه السيارات نادرة، ولكن حين يُحب القلب، تسهل الطرق، وتذوب المسافات.


وقد كانت كلماته في التعزية والمرثاة بردًا وسلامًا على قلوب أهل الفقيد ومحبيه، بل وصلت إلى عمقين، فلامست الحزن بلُطفها، وخففت ألم الفقد، وانتشرت في مواقع التواصل وكأنها بلسمٌ طيّب في زمنٍ قاسٍ.


وباسمي ونيابةً عن أسرة الفقيد: أخي عبدالمجيد سيف، وأبناء الفقيد: نجيب، وسعيد، ومحمد، وأحفاده: أسامة جميل، وإخوانه، وكل آل فهيد، وأبناء عمقين عامة...


نتقدّم بجزيل الشكر والتقدير والعرفان إلى الهامة الوطنية والشخصية الاجتماعية المتميزة المهندس محمود موقع العولقي، على وفائه ومشاعره الأخوية الصادقة، وهذا ليس غريبًا عليه، فهو ابن مدرسة الوفاء، ابن القائد الوطني الهمام اللواء محمد أحمد بن موقع العولقي، ذلك القائد الذي إن أبحرنا في سيرة نضاله سنضيع في أمواج الذكريات الجميلة من الخمسين والستين الميلاديه.


شكرًا أبا مازن...

ورحم الله أمًّا أنجبتك، وأبًا ربّاك على الشهامة والخلق الرفيع.