انتهت أعمال الحفر التي شهدتها مديرية الحصين بمحافظة الضالع، بحثًا عما قيل إنه "كنز أثري مدفون"، إلى لا شيء، بعد أيام من الترقب الشعبي والاستنفار الأمني والاهتمام الواسع الذي أثار جدلًا كبيرًا في الأوساط المحلية وعلى مواقع التواصل الاجتماعي.
وأكدت مصادر مطلعة لـ"صحيفة عدن الغد" أن عمليات التنقيب التي جرت في وادي سيلة العامري شرق منطقة خلة، بإشراف من السلطات المحلية، لم تُسفر عن أي اكتشاف يُذكر، رغم التوقعات والتكهنات التي رافقتها حول وجود أصنام ذهبية وآثار نادرة مدفونة في الموقع.
وتعود تفاصيل الحادثة إلى ما وصفه الأهالي بـ"واقعة غريبة"، بدأت حين وصل رجل مجهول الهوية من خارج المنطقة، مدّعيًا أنه رأى في منامه رؤيا تُحدّد بدقة موقع كنز أثري كبير مدفون في الوادي. وبحسب المصادر، تواصل الرجل مع ملاك الأرض طالبًا السماح له بالحفر مقابل نسبة من الكنز، غير أن خلافًا نشب بينهم حول تقاسم الغنيمة، ما دفعه إلى إبلاغ السلطات بالواقعة وتقديم بلاغ رسمي.
وعلى إثر البلاغ، تحركت الجهات المختصة وأحاطت الموقع بإجراءات مشددة ومنعت الاقتراب منه، في وقت تسربت فيه أنباء تتحدث عن وجود اكتشاف أثري "قد يغير التصورات التاريخية عن المنطقة"، ما ساهم في تضخيم الحادثة وانتشارها كالنار في الهشيم.
لكن أعمال الحفر انتهت دون أي نتائج تُذكر، ما عزز الشكوك حول مصداقية الرواية، لا سيما في ظل غياب أي إثبات علمي أو تقارير أثرية تدعم وجود دفائن في الموقع.
وأثارت الحادثة تفاعلًا واسعًا في الشارع اليمني، بين من استنكر تحويل الرؤى المنامية إلى بلاغات رسمية، ومن سخر من حالة التهويل التي رافقت الحفر، في حين رأى آخرون أن القصة تعكس الحالة النفسية والاجتماعية التي يعيشها الناس في ظل الأزمات، حيث يصبح الحلم بالثروة خلاصًا ممكنًا.
وبانتهاء الحفريات دون العثور على شيء، تُطوى واحدة من أغرب القصص التي شهدتها الضالع، ويبقى "كنز سيلة العامري" مجرد رؤيا… تحولت إلى خيبة.