ليست مجرد مباراة.. بل لقاءٌ تتفتح فيه أزهار الأخوّة، وتزهر فيه مشاعر الود بين أبناء القرى، بين أبناء الميدان الواحد، والقلوب التي اجتمعت على حب الرياضة والسلام.
إنه النهائي المُنتظر.. بين فريق شباب حرحر صاحب الأداء المتوازن والمواهب المتألقة، وفريق نصر المجزاع الذي شق طريقه بثقة وقوة إلى المشهد الختامي، لتكتمل صورة البطولة في لوحة كروية نادرة، يحتضنها ملعب الشهداء في المضاربة السفلى، يوم الخميس 12 يونيو، وسط حضور جماهيري كبير وقلوب تخفق بكل ألوان الفرح.
نهائي لا يشبه سواه.. ففيه تمتزج المهارة بروح الأخوّة، والتنافس بالاحترام، والصراع على الكأس بالابتسامة، فهو ليس فقط صراعًا على الذهب، بل احتفالٌ باللحظة التي جمعت أبناء المنطقة الواحدة، جيران الأمس، ورفقاء اليوم، وخصوم المستطيل الأخضر غدًا.
شباب حرحر يدخل اللقاء بحلم التتويج الأول، بقيادة مجموعة من النجوم الذين حملوا الفريق حتى اللحظة الحاسمة، فيما نصر المجزاع لا يُستهان به، فقد أطاح بكبار الفرق، وكان مفاجأة البطولة التي خطفت القلوب قبل النقاط.
وللمفارقة الجميلة.. أن الفريقين لم يلتقيا منذ انطلاق الدوري، ليكون اللقاء الأول بينهما هو الختامي.. وكأن البطولة قد نسجت خيوطها لتجمعهما حيث يكون المجد مضاعفًا، والحكاية لا تُنسى.
أما النتيجة؟ فهي آخر ما يهم.. فالفائز واحد، لكن الكاسبون كُثر، ما دامت الروح الرياضية حاضرة، والأخلاق فوق كل اعتبار، وما دام الجميع يجتمع على الفرح لا على التفرقة، وعلى التلاحم لا على النزاع.
فلتكن المباراة كرنفالاً رياضيًا.. عرسًا شعبيًا.. ومهرجانًا للمحبة
حضورٌ جماهيري، وتشجيعٌ راقٍ، وصفيرٌ للمهارة لا للخصومة.
ولتُختتم البطولة كما بدأت: بقلوبٍ نقية، وأيادٍ ممدودة، وصفحاتٍ من ذهب تكتبها الرياضة في سجل هذه المديرية.
فهنيئًا لمن يُتوّج، وألفُ تحية لمن يصل، وكل التحية لكل لاعبٍ ومدربٍ ومشجعٍ ساهم في صنع هذه اللحظة الاستثنائية.
