هناك من يكتب ليُسمع، وهناك من يكتب ليعيش، وغسان جابر من النوع الأخير.
هو صعلوك بالكلمة، نبيل بالضمير، لا يخشى صمت الآخرين، ولا يختبئ خلف الأقنعة.
يكتب كما يمشي الليل فوق الجبال،
هادئًا، لكنه لا يترك حجرًا على حجر من الظلم،
لا يترك كلمة محتجبة خلف الشعارات،
ولا يترك الفقر صامتًا، ولا الصبر يتحول إلى سياسة بلا سقف.
كلماته كالسيف والحبر معًا،
يضرب الظلم، ويكتب الحقيقة،
يضرب الاحتكار، ويوقظ الضمير،
ويضع الجوع على الطاولة كما هو، بلا تجميل.
هو لا يسرق المال، بل يسرق الوقاحة من المشهد،
ويعيد للعالم معنى الصعلوك الحقيقي:
ذلك الذي يقف في وجه النظام حين يتحول إلى ظلم،
ويصر على قول الحق حين يخاف الجميع،
ويرفع صوته في السوق، حيث يُباع الفقر يوميًا بلا حساب.
غسان جابر لا ينتظر الإذن،
ولا يبحث عن تصفيق،
هو يعرف أن الكتابة ليست ترفًا،
وأن الكلمة حين تُقال بصدق هي آخر ما يبقى للإنسان،
آخر قلعة يحتمي بها قلبه، آخر سلاح يملكه ضد كل استسلام.
هو يكتب ليوقظ الأسئلة،
كي يعرف الجميع أن الصمت تواطؤ،
وأن العدالة لا تنتظر التوقيت المناسب،
وأن الوطن لا يُحمى فقط من الخارج، بل من الداخل أيضًا،
من كل من يرضى بالظلم، أو يبتسم بينما يُستنزف شعبه.
غسان جابر… صعلوك الكلمة،
ساحر الحروف،
حارس الضمير،
يكتب كي لا نموت مرتين،
مرة بالقذيفة، ومرة بالنسيان.
هو صعلوك يوقظ الضمير،
ويذكرنا أن البطولة الحقيقية تبدأ بالكلمة،
بالحقيقة،
بالوقوف بلا خوف،
وبقول ما يجب أن يُقال.