قصة "وا إسلاماه" في رواية الاديب علي أحمد باكثير، رواية أدبية تاريخية تمزج بين الواقع والخيال، وتدور حول معركة عين جالوت ومقاومة التتار.
مشهد "واسلامااااه" يُعد من أكثر مشاهد الرواية تأثيرًا، ويجسد لحظة تحوّل بطولي في شخصية البطل سيف الدين قطز.*
في أوج معركة *عين جالوت* ، كان المسلمون يواجهون التتار بقيادة كتبغا، وكان القائد المسلم *سيف الدين قطز* يقود الجيش المملوكي.
وفي لحظة حرجة من المعركة، استُشهدت زوجته *جلنار حب الرمان* وكانت مقاتلة شجاعة دخلت المعركة دون علم زوجها بعد ان لبست لبس المقاتلين ووضعت شعر راسها داخل قلنسوة وكانت تجندل جنود التتار وتشق الصفوف، بشجاعة نادرة حتى تساءل سيف الدين قطز: من هدا الجندي البطل ..؟!
وفجاة سقطت من على ظهر الفرس شهيدةً حين رماها احدهم بسهم اخترق جسدها فسقطت الخوذة من راسها فانتثر شعرها وعرفها زوجها.
فصرخ من أعماق قلبه:
*"وَا زَوْجَتَاه!"* ، تعبيرًا عن حزنه العميق لفقدانها.
لكنها، وهي تلفظ أنفاسها الأخيرة، نظرت إليه وقالت له:
*"قل: وَا إِسْلَامَاه!"*
أي: لا تبكِ عليّ، بل ابكِ على الإسلام، واصرخ لأجله، فهو الأهم.
عندها، استجمع قطز قواه، وصرخ بأعلى صوته: *"وَا إِسْلَامَاه!"* ، فدوّى صوته في ساحة المعركة، وألهب حماس الجنود.
كانت تلك الصرخة نقطة التحوّل في المعركة، حيث اندفع المسلمون بقوة، وحققوا *نصرًا ساحقًا على التتار* ، في واحدة من أعظم المعارك في التاريخ الإسلامي.
تفسير:
*"وَا زَوْجَتَاه"* تمثل الحزن الإنساني والضعف الطبيعي أمام الفقد.
- *"وَا إِسْلَامَاه"* تمثل الارتقاء فوق الألم الشخصي من أجل قضية الأمة والدين.
الرواية تُظهر كيف أن *التضحية الشخصية تُلهب روح الجهاد والبطولة* ، وتُحول الحزن إلى قوة.
ليتنا نملك رباطة جأش، قطز امام مواقفنا المحزنة.!!