آخر تحديث :الخميس-25 ديسمبر 2025-01:45ص

بعد شهر من الغياب... أسعدني تحرير الوادي وأحزنني مخيم الاعتصام في زنجبار

الأربعاء - 24 ديسمبر 2025 - الساعة 09:36 م
عبدالرحيم المحوري

بقلم: عبدالرحيم المحوري
- ارشيف الكاتب


بعد غياب لما يقارب الشهر عن مجرى الأحداث بسبب المرض، إلا ما أسمعه من أخبار بين الفينة والأخرى دون تفاصيل، فقد أسعدني ما قامت به القوات الجنوبية من تحرير وادي حضرموت، وهو الأمر الذي طالما انتقدنا المجلس بعدم قيامه بتحريره وتركه الوادي بيد القوات الشمالية، وكذلك عدم تحرير مكيراس.*


*لكن مقابل ما أثلجني تحرير الوادي، بقدر ما أحزنني ما رأيته ١ليوم عند مخيم اعتصام زنجبار الذي مررت بجانبه بعد خروجي بعد غياب كلي عن الخروج لما يقارب الشهر بسبب المرض. فقد رأيت العجب العجاب، وكأننا أمام صورة طبق الأصل لأعتصامات ومخيمات توكل كرمان زمن ثورة الشباب، والتي ظلت للرقص والترزق والزغاريط.*


*كأننا أمام نموذج لحزب الإصلاح، وليس لثورة شعب مازال يسفك دماء شبابه ورجاله. فبأي وجه نرقص ونهز الخصور وترتفع الزغاريط، ومازال شهداؤنا وجرحانا يتتابعون، وآخرهم عملية أمس الغادرة بطائرة دون طيار راح ضحيتها كوكبة من شبابنا.*


*أصبحت ساحات الاعتصام يتسابق فيها الكل من كل المكونات والأحزاب الوحدوية لاستخراج شرائح جديدة يستطيعون تركيبها على الجهاز الجديد الذي يحاولون استخدامه حاليا. وقد ربما يعودون لشرائحهم القديمة في حالة أي متغيرات جديدة.*


*أصبح الوطن الجنوبي اليوم مكانا للمزاحمة والتقاط الصور لاثبات الحضور، مثلما حدث في مخيمات توكل وانتقال نظام عفاش بالكامل إليها، ولم يتبقى إلا عفاش وبنيه لم ينظموا لتلك المخيمات. كأننا اليوم نعيد نفس العمل ونفس السيناريو.*


*الجنوب وطن ياهؤلاء، مازال يسفك دماء خيرة رجاله وشبابه، وماينفق على المخيمات من مليارات أولى بها متارس الرجال المدافعين عن الجنوب، وليس المفترشين المداكي وأصحاب الصرفات والبرم في بذخ يحزن النفوس على هكذا أعمال*.


*هدر أموال الشعب في أشياء ليس لها معنى جريمةإ وماهي الا سرقة للأموال تحت مسميات أخرى. بينما الوطن بحاجة لتلك الأموال لتوفير الخدمات ودعم الجبهات فأيصال صوت قضيتنا. لا تحتاج لهذه الصرفيات وهذه المخيمات، ولا رقص ولا زغاريط.*


*لإيصال قضيتنا نريد مثلما تفعل شعوب العالم لإرسال مظلومياتها عبر وسائل الإعلام، عندما تجتمع لدعوة نزول وتخرج في مسيرة حاملة يافطات وشعارات تتكلم نيابة عنهم لوسائل الإعلام، والتي يقرأها معظم شعوب الأرض عبر القنوات.*


*فلا تشاهد رقص وهز وزغاريط، بل إيصال رسائل بالشعارات دون مخيمات صرفة وأكل وشرب ورقص. وبعد ذلك المغادرة والتحمع متى ماطلب منهم النزول دون إسراف للأموال. ومنها يتضح من مع القضية بجد، ومن حضوره لمجرد الارتزاق على حساب قضية شعب.*


*وأكثر مايحزن إننا اليوم نستعين بنساء النازحين لنقل صورة أنهن نساء أبين، وتلك والله طامة.*


*في الاخير سنظل ننتقد الأخطاء، ولن يستطع أحد المزايدة علينا، كان من كان. فنحن لم تتلوث مع نظام صنعاء إطلاقا، بل فقدنا حقوقنا لأجل ذلك.*


*تقول ذلك لكي لا يأتي مهرول بلا بريك من التخمة ومن بو شرحتين لاتهامنا بالخيانة كما تعودنا من البعض، ولايجبرونا بعد ذلك أن نضع الميازين لمعرفة معايير الوطنية وعرض السير الذاتية للكل لمعرفة أين كانوا وعلاقاتهم بصنعاء من كل الجوانب، وكيفية الاستفادة من ذلك النظام.*


*لنعرف معيار كل مناضل، مع أن كثير من المناضلين الحاليين عوضوا نظير نضالهم بأضعاف الأضعاف، وكل شي في ميزانه لنعرف لمن سترجح كفاته.*


*سنظل ننتقد الشراكة مع نظام صنعاء، والسكوت عن تؤطين النازحين، وتدفق الأفارقة، وعدم المساواة في التمثيل العسكري والسياسي.حتى يتم تصحيحها قبل أن يضيع الجنوب وتضيع انتصاراته التي سفكت من أجلها دماء خيرة شبابه*