ملعب معاوية في حاضرة لحج… مشروع متعثر وأسئلة مشروعة

/عدنان زين خواجه

بينما كانت محافظة لحج تحتفي بالذكرى الثامنة والخمسين لعيد الاستقلال في حفل كرنفالي وشعبي، احتضنه ملعب معاوية بمدينة الحوطة، عادت إلى الواجهة قضية هذا الملعب الذي يفترض أن يكون واجهة رياضية وشبابية للمحافظة، لا عنوانًا للتعثر والغموض.

فقد تم الإعلان سابقًا عن مناقصة من قبل وزارة الشباب والرياضة لإعادة تأهيل ملعب معاوية، إلا أن تفاصيل هذه المناقصة ما تزال غير واضحة للرأي العام، سواء من حيث طبيعة الاتفاق مع المقاول، أو سقف الأعمال المطلوبة، أو أسباب عدم استكمال المشروع حتى اليوم. وهو ما يثير تساؤلات مشروعة، خصوصًا عند النظر إلى الوضع الحالي للملعب.

المظهر الداخلي للملعب يوحي بأن الأعمال نُفذت بطريقة مجزأة، أشبه بتجهيز غرف منزلية تم فرش كل قطعة فيها على حدة، دون تثبيت حقيقي أو توفير المواد الأساسية اللازمة لاستكمال المشروع بصورة متكاملة. فلا أرضية مكتملة المواصفات، ولا تجهيزات تليق بملعب يفترض أن يكون جاهزًا لاستقبال الفعاليات الرياضية الكبرى.

المفارقة المؤلمة أن ملعب معاوية، قبل تنفيذ المناقصة، لم يكن يعاني من مشاكل جوهرية تستدعي تغيير أرضيته بالكامل؛ إذ كانت مشكلته الأساسية تقتصر على تعطل مضخة المياه الخاصة بالبئر، وهي مشكلة محدودة التكلفة مقارنة بما تم إنفاقه – أو يفترض أنه أُنفِق – على إعادة تأهيل الملعب كليًا، إضافة إلى الحاجة لإعادة تعشيب بعض الأجزاء فقط.

وهنا يبرز السؤال الأهم:

لماذا لم يُستكمل الملعب ويُسلَّم لمحافظة لحج كمنشأة رياضية متكاملة، إذا كانت قد اعتمدت له مخصصات مالية تهدف إلى جعله ملعبًا نموذجيًا، أسوة بالملاعب المعروفة في محافظات أخرى؟

كما يبرز تساؤل آخر لا يقل أهمية:

أين دور قيادة المحافظة في متابعة الجهة المنفذة ووزارة الشباب والرياضة، والاستفسار عن أسباب تعطيل المشروع وعدم إنجازه حتى اللحظة؟

وإذا كان المقاول قد استلم قيمة المناقصة كاملة، فلماذا لا تتم محاسبته ومحاسبة الجهة التي تعاقدت معه، ولماذا تم غض الطرف عن عدم اكتمال المشروع؟

أما إذا كانت المناقصة في الأساس مجزأة، وبقيت مراحل أخرى لم تُنفذ بعد، فإن من حق أبناء لحج معرفة ذلك بوضوح، مع تحديد جدول زمني معلن لاستكمال ما تبقى من الأعمال.

إن شباب محافظة لحج، وهم عماد الحاضر والمستقبل، بحاجة إلى مشاريع حقيقية تلامس احتياجاتهم، لا مشاريع متعثرة تُنجز على الورق فقط. وملعب معاوية، بما له من رمزية تاريخية ورياضية، يستحق أن يكون صرحًا متكاملًا يخدم الرياضة والشباب، لا شاهدًا على الإهمال وضعف الرقابة.

وعليه، يأمل المواطنون أن يحظى هذا الملف باهتمام جاد من قيادة المحافظة ووزارة الشباب والرياضة، وأن يتم الإسراع في استكمال ملعب معاوية وتسليمه بصورة تليق بلحج وتضحيات أبنائها، وتؤكد أن هناك مشاريع تنفذ فعلًا من أجل الناس، لا تُترك معلّقة بلا إجابة.