آخر تحديث :الجمعة-19 ديسمبر 2025-05:03م

بين سواحل الأمل وظلال الصراع: السياسة التي تفرّق بين عمان واليمن

الثلاثاء - 16 ديسمبر 2025 - الساعة 09:40 م
نجيب الكمالي

بقلم: نجيب الكمالي
- ارشيف الكاتب


في قلب البحر، حيث تتلاقى الأمواج وتتشابك السواحل، هناك دولتان تتقاسمان الفضاء والمكان، لكن الفارق بينهما يكمن في سياسة كل منهما، كما يتفاوت الأفق بين الأمل واليأس.


عمان، التي تحتفظ بهدوء البحر في ملامحها، اختارت أن تظل سيدةً لحكمها، تمسك بدفة الاستقرار، وتراعي دقة التوازن بين الداخل والخارج. سياساتها، كما هو الحال مع البحر، تسير بلا تعجل، تحمل الأمل لكل زاوية، وترسخ أسسًا لرؤية واضحة للمستقبل. على شواطئها حيث ينبعث الهدوء، عاشت عمان في سلم سياسي طويل، جعلها تتقدم في خطوات ثابتة نحو تنمية شاملة، مستفيدة من معادنها ومن موقعها الذي يحتل مكانة حيوية في خريطة التجارة الدولية.


أما اليمن، فقد تقاطعت أنواره مع الظلال، فظل في قلب صراعات تترك آثارًا عميقة في ملامحه. في تلك البقعة التي تُغسل بشمس قاسية، لم تجد السياسة اليمنية سبيلًا إلى الاستقرار، بل ارتدت ثوبًا من الحروب والانقسامات التي ابتلعت أفق الأمل. رغم أن أرضه حافلة بالثروات، إلا أن شح الأمان وهجوم العواصف السياسية من كل جهة جعلته يقف في دائرة الفقر والدمار، لا يتجاوز حدود الحلم.


السياسة، وإن كانت غائبة أحيانًا، هي التي ترسم الفرق بين سواحل عمان المتلألئة وسواحل اليمن المكسورة. حين تعود الحكمة إلى قلب اليمن، ويتنفس هواؤه براحة، ربما يصبح في استطاعته استعادة ما ضاع من جماله وثرائه. ولكن حتى ذلك الحين، تظل عمان تبحر في سماء الهدوء، تزرع الورد على ضفاف البحر، بينما تبقى اليمن تكتب أشعارًا في لحظات عاصفة، تبحث عن السلام وسط أوجاعها.