آخر تحديث :الإثنين-01 ديسمبر 2025-04:26م

فرحة وطن… صنعتها ايادي بيضاء وقلوب تنبض بالعطاء.

الإثنين - 01 ديسمبر 2025 - الساعة 02:12 م
العقيد عادل الهرش

بقلم: العقيد عادل الهرش
- ارشيف الكاتب



في مناطق الساحل الغربي، حيث تتلاقى أمواج البحر مع نبض الوطن، وبالتزامن مع اقتراب شهر ديسمبر المجيد. ارتسمت واحدة من أبهى لوحات الفرح الإنساني، عرسٌ جمهوري الروح والهوية، حمل اسمًا يليق بما يمثّله: "فرحة وطن". لم يكن مجرد احتفال لفيف من العرسان، بل كان حدثًا إنسانيًا كبيرًا صنعته قلوب مخلصة وأيادٍ تعمل بصمت خلف الكواليس، لتقول للجميع إن الخير ما زال حاضرًا، وإن الفرح يمكن أن يُبنى كما تُبنى الأوطان… بالحُلم والإرادة والإيمان بالناس.


في مقدمة هذا المشهد المضيء الفريق الركن طارق محمد عبدالله صالح، نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي قائد المقاومة الوطنية ورئيس مجلس ادارة خلية الاعمال الانسانية الذي يقف كقائدٍ يدرك أن معركة بناء الإنسان لا تقل أهمية عن معركة الدفاع عن الوطن. وبرعايته الكريمة للعرس الجماعي الخامس في المخا، يثبت أن البصمة الإنسانية هي جوهر أي مشروع وطني كبير، وأن رسوخ الدولة يبدأ من ترسيخ القيم التي تصون كرامة الإنسان وتسند حياته.


وتتجلى الصورة أكثر حين نصل إلى القلب النابض لنجاح هذه الفعالية: خلية الأعمال الإنسانية، الذراع التي تعمل بوعي ودقة وإخلاص، لتصل إلى الناس في لحظاتهم الصعبة ولحظات فرحهم على حد سواء. هذه الخلية، بقيادة مديرها التنفيذي الأستاذ عبدالله الحبيشي، قدّمت نموذجًا يحتذى به في التخطيط والتنفيذ، بدءًا من تنسيق قوائم المستفيدين، مرورًا بالتحقق من الاحتياج، وصولًا إلى إخراج الحدث الإنساني بهذا الشكل المشرّف الذي يليق بالقيم الجمهورية وبأبناء الساحل الغربي.


الحبيشي، بما يمثله من انضباط ومسؤولية وتفانٍ، لم يكن مجرد مدير، بل كان صوتًا للإنصاف، وميزانًا للعدالة، ووجهًا إنسانيًا يعبّر عن روح وانسانية المقاومة الوطنية في بعدها الاجتماعي. تصريحه بأن اختيار 500 عريس وعروس تم بدقة وبشراكة مع السلطات المحلية ووجهاء المناطق يؤكد أن العمل الإنساني حين يُدار بضمير، يصبح أقرب للرسالة منه للمهمة.


وخلف الأضواء، يقف الأبطال الحقيقيون… كادر خلية الأعمال الإنسانية؛ أولئك الذين يعملون بصمت، يتحركون بين المديريات، يراجعون القوائم، ينسّقون، يتأكدون، يحسبون أدق التفاصيل، يحملون فوق أكتافهم همّ الفرحة كأنها فرحتهم الشخصية. هم الجنود المجهولون الذين لا تُذكر أسماؤهم، لكن بصمتهم تُرى في كل ابتسامة وفي كل دمعة فرح، وفي كل مشهد يعبّر عن أن اليمني يستحق أن يحتفل، رغم الحرب ورغم الجراح.


لقد نجحوا في تشكيل لوحة إنسانية مشرقة، تُشبه وطنًا يتعافى، وشعبًا لا يتوقف عن الحلم… عرسٌ فيه الموسيقى والفنون، وفيه التراث، وفيه البهجة التي غمرت القلوب، وكان فيه 500 حلم جديد ينطلق نحو حياة كريمة، بفضل دعم صادق ومواقف ثابتة من الأشقاء في دولة الإمارات عبر هيئة الهلال الأحمر، الذين أكدوا مرة أخرى أن الأخوّة تُترجم بالأفعال لا بالأقوال.


إن هذا الجهد الإنساني ليس مجرد فعالية عابرة، بل هو رسالة واضحة:

أن المقاومة الوطنية ليست فقط قوة على خطوط النار، بل هي أيضًا قوة خير وتكافل واخاء ترعى الإنسان وتحمي كرامته وتحتفي بحياته.

وأن الفريق الركن طارق صالح، بقيادته المتوازنة بين الميدان والإنسان، يضع اللبنات الصحيحة لمشروع جمهوري متكامل.


في المخا… لم يكن هناك عرس فقط، بل كان هناك وطنٌ يحتفل بأبنائه، وقلوبٌ كبيرة تضع الفرح في مكانه الصحيح.


هذا هو جوهر العطاء حين يكون من القلب… وهذا هو معنى "فرحة وطن".

-