آخر تحديث :الإثنين-15 ديسمبر 2025-11:09م

صراع الأرواح في حضرموت

الأحد - 30 نوفمبر 2025 - الساعة 10:32 ص
حسين البهام

بقلم: حسين البهام
- ارشيف الكاتب


ما بين هموم الذات وهموم الوطن، تتزاوج الأرواح الشريرة في وطني لتتكاثر وتتعدى حدود المنطق والعقل البشري. إن السردية التي تتحجج بها تلك الأرواح الشريرة للنيل من كرامة أبناء حضرموت الواقفين على أرضهم لم تعد مقبولة لدى عامة الشعب.


وما يحصل وما سيحصل من تدمير للنسيج الاجتماعي تتحمله تلك الأيادي التي تفكر خارج الافتراضات البصرية للإنسان. لم يعد الوطن بحاجة إلى مزيد من الصراع في ظل الركود الاقتصادي وتوقف الإيرادات الذي جمد حياة المواطن البسيط.


لقد غاب العقل وحضر الكِبْر المستعار من بلاد العار التي ترفع شعار الاستعمار، وظهرت أطراف تعمل على توسيع نفوذها ومصالحها ولو على حساب استقرار الناس ومعيشتهم، في وقت يتمزق فيه الوطن كل دقيقة بسبب تناثر الأفكار الراديكالية المتعثرة على رقعة البلاد.


إنني أطالب العقلاء — إن وُجدوا — بتحكيم العقل قبل فوات الأوان. فالتاريخ لن يرحم، ومن يظن أنه سيكتب التاريخ عند النصر فهو واهم، والوهم لن يقوده إلا إلى الانكسار؛ لأن أسباب النصر غير مواتية على أرض الحضارة الحضرمية.


لحضرموت طقوسها الخاصة في معالجة قضاياها الداخلية؛ فمهما اختلف أبناؤها في الفكر السياسي، فهم وحدة موحدة تلتئم عند الخطر القادم من خارجها. ونصيحتي: دعوا أبناء حضرموت يعالجون قضاياهم بعيدًا عن السراب القادم من خارج حدودها.


إنني أخشى على كل من يُدفع بهم نحو الصدام أو نحو معارك لا تخدم حضرموت ولا أهلها، فهذه الأرض — خصوصًا صحراء البادية — لا ترحم أحدًا إذا اشتعلت. وإذا وقعت مواجهة لا قدر الله، فإن رياح التغيير ستأتي من الشرق، وربما تحمل معها بشائر خير لأبناء الجنوب، وتكتب آخر فصول الصراع العبثي الذي أثقل كاهل الناس وأرهق حياتهم.


حسين البهام