آخر تحديث :الإثنين-15 ديسمبر 2025-11:09م

نداء من وجع الخسارة...

السبت - 29 نوفمبر 2025 - الساعة 08:09 ص
حسين البهام

بقلم: حسين البهام
- ارشيف الكاتب


إلى الأقلام التي تظهر فقط عند الهزيمة لتبث سمومها في أجساد شبابنا، وتغيب عند الاستعداد والانتصار! أين كنتم حين كان شبابنا يخوضون منافسة مصيرية مع جزر القمر، وحين كان الجهد يُبذَل لرفع راية الوطن في المحافل الدولية من قبل الاتحاد؟ لا تظهروا إلا لتعمقوا الجراح.


إلى شبابنا الأبطال: لا تعيروا اهتمامًا لهذه الأقلام! هي لم تشعر قط بوجعكم وألمكم. لقد عشتم لحظات تاريخية وفارقة في عالم كرة القدم الذي لا يرحم التهاون.


بالأمس، خطفت الأقدار منا نصرًا كنا قاب قوسين أو أدنى منه. تحملتم وحدكم مرارة هذا الانكسار، ولم تشفع لكم تسعون دقيقة من الإبداع والفن الذي أبهج الجمهور. كانت تلك الثواني الأخيرة، التي سبقت العرس المنتظر، هي السبب في تحول نور التتويج إلى ظلام.


لم يحس أحد بألمكم، ولم ترحمكم سكاكين المنتقدين المسنونة التي غُرست بلا رحمة في أجسادكم النحيلة؛ لتعمق الجرح الذي أحدثته اللحظات الحاسمة.


أنا أتوجع لوجعكم، وأتألم لفاجعتكم التي أسكتت ضجيج الملعب. يا أحبتي، لقد أعطيتم كل ما لديكم، فتقبلوا الخسارة. كانت خسارتكم كـ خنجر مسموم غُرِس في أجسادكم وأنتم تحلمون بالنصر.


لقد طُعِنت كرامتكم من قبل المتربصين الذين لم يراعوا مشاعركم المنهكة بالأنين والبكاء على الفرصة الضائعة. البعض يتلذذ بهذه اللحظة ويعيد كتابة الهزيمة في تاريخكم، متسترًا خلف مسمى "الحرص الوطني"!


أين كان هذا الحرص؟ أين كانت هذه الأقلام والغيرة الوطنية حين كنتم في معسكر الاستعداد؟ ألم يكن شبابنا أحوج ما يكون إلى كلمات تؤازرهم وتشد من أزرهم قبل خوض المنافسة؟


كُفُّوا عن العبث بمفردات الجمل التي تحطم كل ماهو جميل في نفوس شبابنا ، بثوا في نفوس الشباب روح الانبعاث والوجه المشرق.

اشعروا بوجعهم شاركوهم اوجاعهم، وضمّدوا جراحهم التي كادت أن تندمل في ليلة بيضاء كادت أن تكون عرسًا يمنيًا خالصًا


حسين البهام