آخر تحديث :الثلاثاء-16 ديسمبر 2025-02:02م

الكلمة الطيبة تشبه الدواء

الثلاثاء - 25 نوفمبر 2025 - الساعة 10:24 ص
احمد محمود السلامي

بقلم: احمد محمود السلامي
- ارشيف الكاتب


احمد محمود السلامي

أحياناً لا يأتي الدواء من زجاجة ، ولا من صيدليةٍ تزهو بالعلم ، بل من فمٍ بشريٍّ بسيط نطق بكلمة ، فكانت شفاء.

قد تمرّ بك لحظة تشعر فيها أن كل الأدوية عاجزة عن لمس ما يؤلمك، ثمّ تسمع كلمة، لا تُقال بمهارة ، بل بصدق واحساس ، فتتسلّل إلى أعماقك كما يتسلّل الضوء إلى غرفةٍ مظلمة قد نسيَت معنى الفجر.

الكلمة.. حين تكون صادقة ، تملك سرّ الحياة . هي ليست حروفاً، بل أثر إنساني يذكّرك بأنك لست وحدك في هذا الوجع . ربما قالها أحدهم بلا قصد، وربما خرجت من فمٍ مُتعَب مثلك، لكنها تصلك وكأنها رسالة من الحياة نفسها تقول لك : "ما زال فيك ما يستحق أن يُشفى".

فما أكثر الذين يبحثون عن علاجٍ في العيادات و المستشفيات وبين ايدي الدجالين ، فيما يسكن الدواء بين نبرات صوتٍ قريب، أو في جملةٍ سمعوها في وقتٍ غير متوقّع . الكلمات الطيبة ليست مجرّد أصوات، إنها امتدادٌ للرحمة فينا، وجهٌ من وجوه الإنسانية التي تنقذنا من القسوة كلّما اقتربنا منها.

إن شفاء الروح لا يحتاج معجزة ، بل إلى إنساناً يعرف كيف يقول كلمة طيبة ، في زمنٍ يكثر فيه الصمت والخذلان .