قالت مصادر سياسية مطلعة إن جماعة الحوثي تقف خلف تسريب مكالمة هاتفية قديمة جرت بين الرئيس اليمني الأسبق علي عبدالله صالح ورئيس المكتب السياسي السابق لحركة حماس خالد مشعل، في محاولة لإدانة صالح وإظهاره في سياق سياسي ملتبس، غير أن مضمون المكالمة – بحسب المصادر – جاء عكس ما أُريد له.
وأوضحت المصادر لصحيفة عدن الغد أن المكالمة كانت عادية في سياقها، وتضمنت نصيحة مباشرة من صالح لقيادة حركة حماس بعدم قصف إسرائيل بالصواريخ، محذرًا من أن تل أبيب تستخدم مثل هذه العمليات ذريعة مفتوحة لقصف قطاع غزة وتدميره، وهو ما اعتبره مراقبون قراءة سياسية مبكرة لطبيعة الرد الإسرائيلي.
وأضافت المصادر أن مضمون النصيحة التي قدمها صالح لحماس أثبتت صحتها لاحقًا خلال السنوات التالية، وصولًا إلى حرب 7 أكتوبر، حيث استخدمت إسرائيل الهجمات الصاروخية ذريعة لتدمير واسع النطاق في غزة، ما أعاد تسليط الضوء على فحوى تلك المكالمة التي حاول الحوثيون توظيفها خارج سياقها.
وبحسب مراقبين، فإن إعادة تسريب المكالمة في هذا التوقيت تهدف إلى خلط الأوراق سياسيًا، وربط الرئيس الأسبق باتهامات لا يدعمها مضمون التسجيل نفسه، مؤكدين أن التسجيل لا يتضمن أي تنسيق عسكري أو مواقف عدائية، بل قراءة سياسية وتحذيرًا من كلفة المواجهات غير المتكافئة على المدنيين في غزة.
ويرى محللون أن هذا التسريب يعكس أسلوب جماعة الحوثي في توظيف المواد الإعلامية القديمة لخدمة أجندتها السياسية، حتى وإن جاءت النتائج معاكسة، خصوصًا حين تكشف هذه المواد عن مواقف سياسية ثبتت صحتها بمرور الزمن.
غرفة الأخبار / عدن الغد