في أروقة كلية الهندسة بجامعة تعز، حيث تحلّق الأحلام بين المعادلات والرسوم الهندسية، وُلدت قصة لم تكن في الحسبان. شاب يُدعى لؤي الكمالي، لم تكن جريمته سرقة أو احتيال، بل قلبه النابض بالحب ومشاعره الصادقة التي لم ترق لحرّاس التقاليد.
لؤي، الطالب الهادئ، وقع في حب زميلة له. كانت علاقة بريئة، لم تتعدَّ النظرات المحتشمة، والرسائل النصية القصيرة، وابتسامات متبادلة بين محاضرة وأخرى. لكن المجتمع لم يرَ في هذه المشاعر إلا انتهاكاً للعرف وخروجاً على المألوف.
لم يكن لؤي يدرك أن قلبه سيصبح تذكرةً إلى غرفة التحقيق. فذات يوم، بينما كان يستعد الذهب الي الكليه حضرت إليه مجموعة من أفراد البحث الجنائي، واقتادوه بعيداً أمام أنظار زملائه وزميلاته المندهشين.
السبب؟ مشاعر أبداها تجاه زميلته، التي خطبت لشخص آخر، وكأن قلبه تحوّل بين ليلة وضحاها من وعاء للمشاعر الإنسانية إلى دليل إدانة.
يقول إحدى زميلاته: "كان حباً بريئاً، لم يؤذِ أحداً. كنا نراهما يتبادلان النظرات والابتسامات في ساحة الجامعة. لم يكن هناك ما يستدعي كل هذه الضجة."
أما خال لؤي، نجيب الكمالي، فقال: "لؤي ليس مجرماً، كل ما في الأمر أنه شاب طيب القلب، وقع في الحب مثلما يقع ملايين الشباب في العالم. نحن نثق بعدل الله ثم بحكمة الشيخ منير الكمالي في حل هذه القضية."
اليوم، أصبحت قضية لؤي بين يدي الشيخ منير الكمالي، الذي يتولى مسؤولية حلها واتخاذ القرار المناسب، فيما يترقب المجتمع المحلي بحذر ما ستسفر عنه هذه الوساطة، راجياً أن تضع حداً لمعاناة الشاب الذي لم يرتكب سوى "جريمة الشعور".
قصة لؤي تذكرنا بأن الحب ليس عاراً، وأن المشاعر الإنسانية النبيلة لا تستحق القمع والملاحقة. ففي عالم يعج بالكراهية والعنف، أليس الأجدر بنا أن نحتفي بالمشاعر النقية؟
كتب لؤي في إحدى رسائله: "أعلم أن حبي قد لا يجد مكاناً في هذا العالم، لكني أتمنى أن يعيش غيري قصة حب لا تنتهي في غرفة تحقيق."
ربما يأتي اليوم الذي ننظر فيه إلى الحب ليس كجريمة، بل كهدية إلهية تجعل حياتنا أجمل وأكثر إشراقاً. فالحب، في النهاية، هو اللغة الوحيدة التي يفهمها كل البشر، بغض النظر عن دياناتهم وأعراقهم وثقافاتهم.