في زمن تتغير فيه المفاهيم وتتبدل القيم، يظل مفهوم العمر والسنين من أكثر المفاهيم التي تحتاج إلى إعادة نظر.
فالحقيقة التي يجب أن نتذكرها دائمًا أن العمر الحقيقي للإنسان لا يقاس بعدد السنوات التي مرت عليه، بل يقاس بما يملكه من روح مرحة وشباب داخلي، وما يعيشه من أفكار إيجابية، ونشاط وأمل وتفاؤل ..وعمل
صالح.
قد يصل الرجل أو المرأة إلى سن السبعين أو الثمانين، لكن في القلب تظل روح الشباب متقدة، وفي العقل تتجدد الأفكار، وتنبض الحياة بحيوية لا تتوقف.
فالشخص الذي يملك وعيًا متجددًا، وثقة بالنفس، وإيمانًا بالله، هو في حقيقة الأمر شجرة متجددة، تثمر كل يوم، وتزدهر رغم تقلبات الزمن.
لا ينبغي أن يُقاس الإنسان بصلاحية محددة أو بمدة صلاحية، فكل إنسان يحمل في داخله طاقة لا تنضب، وقابلية للتجدد والنمو، سواء كان في الثلاثين أو الخمسين أو السبعين. فالمسلم الواعي والمتعلم هو من يحرص على أن يكون دائمًا في حالة تجدد، يروي نفسه بالعبادات، ويغذي روحه بالقرآن، ويستنير بعلم المفكرين، ويثق بالله ويطمئن برضاه.
إن الإنسان الحقيقي هو من يزرع في نفسه حب الخير، ويعمل على التعاون مع الآخرين، ويحرص على أن يكون دائمًا في حالة من التوازن بين الروح والجسد، بين العلم والعمل، بين الأمل والتفاؤل.
فالصلاة والدعاء وقراءة القرآن، ليست مجرد عادات، بل هي أسلحة تقي الإنسان من اليأس، وتمنحه طاقة متجددة، تضيء دربه في كل مرحلة من حياته.
وفي النهاية، تذكر أن العمر مجرد رقم، ولكن الحياة رحلة يتجدد فيها الأمل، وتزدهر فيها الروح، إذا ما أحسن الإنسان استثمار وقته، وملأ قلبه بمحبة الخير، وسعى دائمًا نحو الأفضل.
فكل يوم جديد هو فرصة للتجدد ومن لايتجدد يتبدد ، وكل لحظة هي بداية جديدة لعيش حياة مليئة بالحيوية والإيمان والرضا بما قسم له الله..