لودر المدينة الوحيدة في محافظة أبين التي لا تنام، فالزخم التجاري فيها يبهر من زارها، فهي تمد أذرعها التجارية يمنة ويسرة وفي حواري لودر حركة تجارية دؤوبة أما سوقها فهو من أكبر الأسواق التجارية في المحافظة، فأثناء تجوالك في سوق لودر وكأنك في قلب الشيخ عثمان، ففي أي وقت تستطيع التسوق في لودر، فيا لها من مدينة تجارية إلا أنها تكاد تفتقر إلى السلطات المحلية، فالمار في أسواقها لسان حاله اللهم سلم سلم، نظرًا لانتهاء معالم شوارعها وكثرة انتشار القمامة في كل زاوية من زواياها، ولا تكاد هذه المدينة تخلو من انتشار مياه الصرف الصحي في أسواقها وحواريها، أما عند نزول الأمطار فتكاد تتوقف الحركة فيها نظرًا لافتقارها لأبسط خدمات تصريف المياه.
أين إيرادات المدينة؟ أين السلطات المحلية؟ أين المثقفون والشخصيات الاجتماعية من الوضع الذي وصلت إليه مدينة لودر أسئلة تطرح نفسها لأي زائر لهذه المدينة، فشوارعها انتهت معالم الأسفلت فيها، وانتشر الباعة في كل ركن من أركانها، فلا تدري لماذا هذه الفوضى في هذه المدينة التجارية؟
لودر بحاجة إلى سلطة محلية تقضي وقتها كله في ترتيب أسواقها، ففيها سوق شهير للأغنام، ولكنه للأسف أصبح عائقًا لحركة المرور فهو يقع على مدخل المدينة، وفيها سوق للحبوب، وهو كذلك يعيق حركة المرور خاصة وأنه يقع على الشارع المؤدي إلى المستشفى ومقر الأمن والأحول المدنية والكلية والمالية والبنك، فتتزاحم فيه السيارات، ولها سوقها الشهير لبيع الفل والكاذي تزاحمه فرزة عدن ومودية، وأجمل ما في مدينة لودر هو سوق القات الذي اتخذ له مكانًا بعيدًا عن مرور السيارات وإحداث الزحمة، ولكن بعض باعة القات ينتشرون على الخط خاصة بعد العصر.
مدينة لودر مدخلها يشعرك بالحزن لحال هذه المدينة التي يفترض أن تكون ممهدة الشوارع نظرًا لمكانتها التجارية، وعند دخولك إلى مدينة لودر تلتفت يمينًا فترى أكبر منجز للكهرباء الذي يغذي مديريات المنطقة الوسطى فتحن لأيام المدراء الذين تعاقبوا على إدارة هذا المنجز العملاق الذي انهار هذه الأيام، فتشعر بالأسى لحال الكهرباء اليوم في مدينة لودر خاصة ومديريات المنطقة الوسطى عمومًا.
رسالة لمحافظ محافظة أبين نقول له فيها: لودر بحاجة إلى رعايتكم واهتمامكم، ونقول له: هل في أجنداتكم مديرية اسمها لودر؟ وهل تسمعون بأكبر مدينة تجارية في المحافظة؟ إذا لم تسمعوا بها فهي تقع في قلب المنطقة الوسطى، فلا تزرها، ولكن وجه لتأهيل شوارعها والاهتمام بالكهرباء فيها، وتفقد السلطات والإدارات فيها، فجدد الدماء فيها، ولتسلم المدينة لودر والمحافظة أبين والوطن اليمن.