آخر تحديث :الإثنين-03 نوفمبر 2025-11:57م

عندما يحكم العالم الاغبياء…يصمت المنطق.!!

الأربعاء - 29 أكتوبر 2025 - الساعة 11:06 ص
منصور بلعيدي

بقلم: منصور بلعيدي
- ارشيف الكاتب


في زمن تتسارع فيه الأزمات وتتعاظم فيه التحديات، يبدو أن بعض من يتصدرون المشهد السياسي العالمي قد قرروا خوض معركة من نوع آخر: معركة ضد المنطق، وضد الذكاء، وضد الشعوب التي وضعتهم في مواقعهم.


من الولايات المتحدة إلى الشرق الأوسط، تتكرر التصريحات التي تثير الدهشة، لا لعمقها أو حكمتها، بل لغرابتها وسذاجتها.

فحين يقترح رئيس دولة عظمى (امريكا) على شعبه أن "يحقنوا أنفسهم بالمطهر" لمواجهة فيروس كورونا القاتل، لا يسعنا إلا أن نتساءل: هل نحن أمام بلطجة وقحة أم أمام خلل في فهم أبسط قواعد الصحة العامة؟ ام غباء مستحكم.!!

ترامب عندما يصف التغير المناخي – أحد أخطر تهديدات العصر – بأنه "خدعة صينية"، فإننا أمام إنكار غبي لقضية علمية تهدد مستقبل الكوكب.


وفي مصر، يواجه المواطنون موجات متتالية من الغلاء، ليأتي الرد الرسمي (السيسي) : "الحاجة اللي تغلا ماتشتروهاش".

وكأن الاقتصاد يُدار بمنطق المقاطعة العشوائية، لا بسياسات نقدية أو إصلاحات هيكلية.

أما السؤال الذي يطرحه المواطن المصري البسيط: "إذا غلي الدقيق، ماذا نأكل؟" فلا يجد له إجابة سوى الصمت أو التهكم.

وقال في احد خطاباته: انتم عاوزين والا مش عاوزين.!!

طب عاوزين ايه يافندم.!! لايرد.



في اليمن، تتنوع التصريحات بين الغرابة والارتباك او قل: الغباء الشديد

من رئيس يصف القائد العسكري المحنك بأنه الذي رجيله يتحركين والخوف في قلبه ويشرب الماء"، إلى آخر يدعي نسبًا لا تثبته الجغرافيا ولا التاريخ، ويعلن الحرب على إسرائيل من مدينة يمنية لا تربطها بإسرائيل سوى المسافة والخيال.


انه عبد الملك الحوثي الفارسي النسب.


أما في الجنوب اليمني، فتصريحات الزبيدي عن "ضم تعز ومأرب إلى الجنوب" تثير تساؤلات جغرافية قبل أن تثير جدلًا سياسيًا. فكيف تُضم مدن تقع في أقصى الشمال والغرب إلى مشروع جنوبي؟

هل هي زلة لسان جغرافية أم رغبة في إعادة رسم الخرائط وفقًا للأهواء؟او تمهيد لعودة الجنوب الى باب اليمن.!!

وفي جنوب اليمن ، يطل علينا مسؤول بتصريح يثير القلق أكثر مما يبعث على الطمأنينة (شلال الدلال) فيقول : "نطمئنكم بالاطمئنان الذي لا يطمئن". وكأن اللغة نفسها باتت عاجزة عن حمل المعنى، أو أن المعنى بات يهرب من الكلمات.


كل هذه التصريحات ليست مجرد زلات فردية، بل تعكس أزمة أعمق: أزمة قيادة، أزمة وعي، وأزمة مسؤولية.

حين يصبح المنصب وسيلة للارتجال، وتتحول الكلمة إلى أداة للتهريج، فإن الشعوب هي من تدفع الثمن.


العالم لا يحتاج إلى قادة يتقنون فن الخطابة الفارغة، بل إلى من يفهمون تعقيدات الواقع، ويملكون أدوات التغيير، ويضعون مصلحة الشعوب فوق كل اعتبار. فالتاريخ لا يرحم، والشعوب بدأت تستيقظ، والذكاء لم يعد رفاهية… بل صار ضرورة.