يبهرنا ويسلب الألباب والعقول بأرواحنا وأفئدتنا الموسيقار "القاسمي" بملكاته متعددة الخصال والمزايا والفرادة والتألق وتحديداُ على "الة عوده الموزون المدوزن
المترف" بالتنويعات المقامية فقد إستمعت إلى إحدى تقاسمية على العود كإستهلالة للولوج في مذهب "أغنية ياعيباه"
إذ يحلق ويطوف على ضفاف المقامات الشرقية بداءً من سيد المقامات العربية "الراست" بكل "مساحاته وتنويعاته" تم يعرج على "مقام الحجاز على درجة الصول" ليهبط بشفافية عودة على المقام الأصلي الذي بداء منه التقاسيم المرتجلة الباذخة "الراست" ويعود ويستأنف رحلة التحليق ولكن هذه الفينة على مقام "الحجاز كار كورد" المرصع بنغمات "الدو والفا دييز" وبخفة ورشاقة ونعومة ريشتة يشد الرحال إلى مقام "الراست على "درجة نغمة الفا جواب" والعودة مرة أخرى إلى مقام الحجاز ولكن بأشتغالات متجددة وروحانية قاسمية يتكئ من خلالها على "سرعة وحدات مضاعفة الريشة بمنهاج الصد الرد" مع عوارض مقامية يعرج بها على محطات مقامية جديدة كأنها حلى وقلادات وجواهر نفيسة مثل "مقامي النهوند والبيات" يضعها بين ثنايا مقامات الراست والحجاز كار كورد ببراعة ومهارة وإقتدار وأستاذية المعلم الذي يتكئ على أسلوب أكاديمي علمي وبحالة من الإشباع المقامي والتدفق والثراء النغمي في عزفه الساحر اللافت شاهق البنيان
دقيق المعمار والبنيان الهندسي الموسيقي مفعم بالدلالات والصور الإبداعية التي يقدمها كنص موسيقي إبداعي معزوف ينقلنا من خلاله إلى لقطات ومشاهد بصرية تتحول إلى سيناريو موسيقي إبداعي منظور يسمع "بالعين" مشهود مضمخ بلقطات تعبيرية وعوالم موسيقية كونية تحلق بنا إلى فضاءات رحبة مترامية الأطراف "ديدنها" الخيال والسحر والجمال القاسمي الباهر والآخاذ
روحاً وإبداعاً وإمتاعاً قلما يجود بمثله الزمان ..