آخر تحديث :الإثنين-03 نوفمبر 2025-11:57م

هل انتصرت حماس؟ قراءة في نتائج الحرب

الإثنين - 20 أكتوبر 2025 - الساعة 10:10 ص
منصور بلعيدي

بقلم: منصور بلعيدي
- ارشيف الكاتب


في خضم حربٍ دامت عامين بين إسرائيل وحركة حماس، يطرح سؤالٌ جوهري نفسه على الساحة السياسية والإعلامية: *من انتصر؟*

هل تُقاس الانتصارات بعدد الضحايا؟ بحجم الدمار؟ أم بتحقيق الأهداف المعلنة؟

في هذا المقال، نعيد النظر في مفهوم "النصر" من خلال مقارنة الأهداف المعلنة للطرفين، والنتائج الفعلية على الأرض.


منذ السابع من أكتوبر 2023، أعلنت إسرائيل أهدافًا واضحة لحملتها العسكرية:


1. *تحرير الرهائن بالقوة*

- رغم العمليات العسكرية المكثفة، لم يتم تحرير الرهائن بالقوة. بل انتهى الأمر باتفاق تبادل عبر مفاوضات غير مباشرة.


2. *القضاء على حركة حماس*

- بعد عامين من القتال، لم تُنهَ الحركة، بل شاركت في مفاوضات دولية، واحتفظت بوجودها السياسي والعسكري.


3. *احتلال قطاع غزة*

- لم تتمكن إسرائيل من فرض سيطرة كاملة على القطاع، وانتهت الحرب بانسحاب قواتها وفقًا لاتفاق شامل.


على الجانب الآخر، لم تكن أهداف حماس عسكرية بحتة، بل سياسية واستراتيجية تمثلت في :

- *إعادة القضية الفلسطينية إلى الواجهة العالمية*

- نجحت حماس في جعل القضية محورًا دوليًا، حيث شاركت دول كبرى في الوساطة، وأعيد طرح الملف الفلسطيني في المحافل الدولية.


- *عزل إسرائيل سياسيًا وأخلاقيًا*

- واجهت إسرائيل انتقادات واسعة من منظمات حقوقية ودولية بسبب حجم الدمار والضحايا المدنيين، مما أثر على صورتها عالميًا.


- *فرض المفاوضات كخيار وحيد*

- رغم التصعيد، انتهت الحرب باتفاق تفاوضي، شمل تبادل الأسرى وانسحاب القوات، وهو ما كانت حماس تصر عليه منذ البداية.


إذا كان النصر يُقاس بتحقيق الأهداف، فإن إسرائيل لم تحقق أهدافها المعلنة، بينما نجحت حماس في فرض أجندتها السياسية، رغم الثمن الباهظ الذي دفعه المدنيون في غزة.

"لن تحصلوا عليهم إلا بالمفاوضات، ولو فتشتم كل رمال غزة"

هكذا قالها أحد قادة حماس، وهكذا انتهت الحرب.