آخر تحديث :الإثنين-03 نوفمبر 2025-11:57م

مزاعم التفويض الشعبي واحتكار تمثيل الجنوب.. هل تنقذنا الشعارات أم تفضح الواقع؟!

السبت - 18 أكتوبر 2025 - الساعة 11:37 ص
منصور بلعيدي

بقلم: منصور بلعيدي
- ارشيف الكاتب


لطالما استغل نشطاء المجلس الانتقالي مزاعم التفويض الشعبي واحتكار تمثيل الجنوب، كوسيلة لتبرير مواقفهم وتحقيق مصالحهم السياسية، لكن الحقيقة تظهر جلية عند أول انطفاءة للكهرباء في عدن، حين تتكشف الصورة الحقيقية لواقع معاناة الناس، وتفضح الشعارات الجوفاء التي يرفعونها.


ففي آخر فعاليات الانتقالي في الضالع، صرفت المليارات على حشد الجماهير، حيث قيل إنها صرفت 25 ألف ريال لكل مشارك ، بهدف إظهار قوة الجماهير ودعم المزاعم بالتفويض الشعبي. لكن، هل كانت تلك الأموال، التي كانت يمكن أن تُنفق على تحسين حياة الناس، لشراء وقود لمحطات الكهرباء في عدن، أم أن تلك المليارات كانت مجرد أدوات لرفع الشعارات وتلميع الصورة السياسية؟


إن السؤال الذي يفرض نفسه هو: متى يعقل قادة الانتقالي أن توفير الخدمات وإنهاء معاناة الناس هو التفويض الحقيقي، وليس الشعارات التي لا تسمن ولا تغني من جوع؟ فالشعب الذي يعاني من انقطاعات الكهرباء، وارتفاع أسعار الوقود، وتدهور الخدمات الأساسية، لا يصدق أن مجرد حضور الجماهير وتوزيع الأموال هو ما يمنحه شرعية التمثيل، بل يطالب بأفعال حقيقية تلامس معاناته اليومية.


السياسة الحقة تتطلب أن يكون الهدف هو خدمة الناس، وتحقيق استقرارهم وكرامتهم، وليس مجرد استعراضات إعلامية أو استغلال الأزمات لتحقيق مكاسب سياسية. فهل يعقل أن يستمر قادة الانتقالي في ترديد الشعارات، بينما واقع الجنوب يزداد سوءًا، والخدمات الأساسية تتدهور، والأمل يتلاشى؟


إن على قادة المجلس أن يدركوا أن التفويض الحقيقي يأتي من خلال العمل على تحسين حياة الناس، وتوفير الحد الأدنى من الخدمات، وليس من خلال حفلات الحشد المالي أو الشعارات الرنانة. فالشعب هو صاحب الحق، وهو من يمنح الشرعية، وليس العكس. فهل من يسمع؟ أم أن الشعارات ستظل تملأ الفضاء، بينما معاناة الناس تتفاقم؟