آخر تحديث :الأربعاء-22 أكتوبر 2025-02:25م

ثورة أكتوبر من واقع التجربه واخفاقاتها..

الثلاثاء - 14 أكتوبر 2025 - الساعة 11:03 ص
احمد الجعشاني

بقلم: احمد الجعشاني
- ارشيف الكاتب



مسيرة طويلة منذوا أندلاع ثورة أكتوبر المجيدة أثنين وستون عاما ، ونحن نتعثر ولم نستطع الوصول إلى اهداف الثورة وطموح الشعب في بناء دوله الحديثة ، لاشك أن ثورة أكتوبر المجيدة كانت نتاج عمل بطولي قاده الثوار بعد تضحيات جسام لاجل نيل الاستقلال والخلاص من الاستعمار. ولاشك انها كانت تصب في في اتجاه التغير نحو الافضل . الا أن ماحدث بعد الثورة من تداعيات وارهاصات . وأهمها هو استمرار نزيف الدم بين الاكتوبرين . في كل مرحلة من مراحل بناء الدوله . حتى قيام دولة الوحدة عام تسعين . حيث قيض العمل الوطني وتعثرت فيه بناء مستقبل الدوله الحديثه بعد الثورة . ذلك سؤال حثيث ومهم وهو ما يقودنا اليه واقعنا اليوم . وما وصلنا اليه من تخلف وأنحدار في اشكال البنيه التحتيه لشكل الدوله الحديثه وانصهار القوى الوطنيه . في بؤرة تحالفات مخالفة للعمل الثوري واهدافه من تشكيل وجاهات عصبويه وقبليه مناطقيه خلف نظام هش اكثر تخلف مما كان عليه وجود الاستعمار .



ليس من الممكن ان نقول الان ان مسيرة ثورة أكتوبر. كانت مسيرة دمويه بين رجالتها و وعجزت من بناء مؤسسات النظام والقانون ، وجدت محاولات لبناء الدوله ولكن من منظور تقدمي في ارساء قواعد حزبيه وبناء دوله أشتراكيه عكس الواقع المحيط بهذه الدوله . وهو ماحدث بعد الثورة وقيام جمهورية دكتاتورية بحكم شمولي افرع كل النخب والقيادات المجربه من مواقع ادارة المؤسسات الاقتصاديه والادارات الحكوميه ، وأستبدالها بقيادات قليلة الخبرة والتجربه وغير مؤهلة ورغم ذلك أستمرت التقلبات في السلطه بين الاخوة ورفقاء السلاح مثل ذلك القول الشائع ان الثورة مثل القطط التى تأكل اولادها خوفا عليهم . وذلك هو ما يقودنا الى هذا السؤال هل الثورة لم تحقق أهدافها وطموحات الشعب ، الحقيقة أننا لانريد ان نحاكم الثورة ولا ان نظلم الثورة ، نعي جيدا أن الثورة أطلقت في ظروف دوليه صعبه مابين قطبين كبيرين يتقاسموا العالم أنذاك ، وصراع عربي صهيوني في باب المندب وقناة السويس كلها ظروف كانت محيطه بالثورة وتحديات فرضت نفسها على الثورة و مسار تحقيق الارادة الثوريه على الواقع .


ولو رجعنا الى الوراء . وواجهنا التجربه الاكتوبريه وماحدث بعد الاستقلال . لو وضعنا سؤال أخر و من اول السطر . لماذا اخفقنا وتعثرت مرحلة بناء الدوله . ولم نحقق اهداف الثورة وطموح الشعب في بناء دوله مستقرة . خلال مسيرة ستون عام منذو الاستقلال . ومنذو بداية الاستقلال وبعد ثورة أكتوبر. وفي كل مرحلة من مراحل بناء الدوله . لوجدنا ان أكتوبر الثورة قد افرغت اولا من محتواها واهدافها النبيله . وتحملت على عاتقها عبئ الكثير من الاخطاء والارهاصات . من صناع الثورة ومن قيادات النهج الثوري . ومن تداعيات التحالفات بين القوى الوطنيه والحزبيه . و سياسة التنوع الفكري والطبقي بين جيل صناع الثورة في الجنوب . والتنوع في الفكر و الايدلوجيه التنظيمية والتنوع الطبقي في فئات صناع الثورة . الذي تعارض مع الرديكاليه البلشفيه المتطرفه التى تحالفت مع الجيش لاقصاء القوى الوطنيه ورجال الفكر الليبرالي من قوى حزبيه وشخصيات أجتماعية ونقابيه . ومن هنا اخفق فيه صناع الثورة في عملية الاحتواء بين قيادة الثورة ذو الفكر الليبرالي وجماعة اليسار المتطرف . صراع القوى الوطنيه . والاستحواذ على السلطه والاستعلاء واقصاء كل أشكال الطيف من قوى التحرير بكل اطيافه السياسيه المتنوعة من تنظيمات واحزاب يمينيه ويساريه وقيادات نقابيه حقوقيه . اقصت من الشراكه في الحكم وبناء الدوله الجديدة . وهو الشريك في اندلاع الثورة والاستقلال . لذلك ان إقصاء اليمين من قيادة مرحلة بناء الدوله . وهم رموز وطنيه وقيادات الكفاح المسلح في مسيرة الثورة . قد اتاح استحواذ اليسار المتطرف على السلطه . والحكم بالحديد والنار . وفرض النهج الشمولي لنظام الحكم في الجنوب . ولم يخلق لنا نظام مؤسسي ديمقراطي وحكم رشيد خلال فترة مسيرة حكمه .


أن الحديث اليوم عن الثورة الاكتوبريه او التجربه الثورية من واقع التجربه واخفاقتها . هو حديث مهم ويجب فيه الصراحة والمكاشفة المطلقة لتجربة أكتوبر الثوريه بكل نكساتها وأخفاقتها ، حتى يستوعب الثوار الجدد الدرس واقصد هنا المكون الانتقالي لانهم هم المحرك الاساسي للثورة الثانيه في الجنوب . او الثوار الجدد المكون من الحراك الجنوبي . يلزم عليه اعادة صياغة اهداف الثورة الجديده . ومدى قدرته في حماية الثورة وهم أصحاب الثورة وحمايته بالدعم والتحصين الشعبي . اننا امام مرحلة فارقة وحاسمه . اذا اردنا بناء دوله جديده وحكم رشيد . علينا اولا استيعاب المرحله . ومشاركة كل أشكال الطيف من التنوع الفكري من تنظيمات سياسيه واحزاب وقوى اجتماعيه معارضة . تحت هدف واحد وهو البناء نحو مستقبل افضل لبناء الدوله وتداول سلمي لسلطه . والاستفادة من ماحدث من صناع الثورة الاكتوبريه . من ارهاصات الماضي والعمل المشترك مع جميع القوى والكيانات نحو تقويض العمل الوطني نحو بناء الدوله الحديثه .


أحمد الجعشاني