آخر تحديث :الإثنين-03 نوفمبر 2025-11:57م

في ذكرى أكتوبر.. الشعارات لاتنتج خبزاً

الإثنين - 13 أكتوبر 2025 - الساعة 06:04 م
محمد علي الطويل

بقلم: محمد علي الطويل
- ارشيف الكاتب


تحلّ علينا الذكرى الثانية والستون لثورة الرابع عشر من أكتوبر المجيدة، الثورة التي فجّرها الأحرار ضد الاستعمار البريطاني الذي مكث في الجنوب 129 عامًا.

وبدلًا من أن يكون ما بعد الثورة مختلفًا عمّا قبلها، وأن تشهد البلاد نهضة في مختلف المجالات المرتبطة بحياة الناس، ويُكرَّم الثوار بالأوسمة والنياشين وتُمنح لهم الامتيازات، وينعم المواطنون بحياة كريمة أسوةً ببقية شعوب العالم، ذهبت الأحلام خائبة بعد أن كانت صائبة.


نستقبل هذه الذكرى اليوم، فيما يعيش ضباط الجيش الذين ناضلوا وصنعوا ملحمة أكتوبر أوضاعًا معيشية قاسية، ويعانون الأمرّين، وحُرموا من أبسط حقوقهم. فالمتقاعدون منهم أصبحت رواتبهم ضئيلة لا تفي بأدنى متطلبات الحياة، ومن لا يزالون على رأس العمل لم يتسلموا رواتبهم بانتظام في هذا البلد الموجوع، الذي تزداد فيه قسوة العيش يومًا بعد آخر.


ولم يقتصر التدهور على حال صُنّاع الثورة وأبطالها، بل طال حتى المنشآت الحيوية التي شُيّدت في عهد الاستعمار البريطاني، والتي كانت تؤدي دورًا إقليميًا وعالميًا بارزًا، كمصافي عدن وميناء عدن، اللذين تراجع دورهما بشكل مؤسف.


فبماذا تريدون الناس أن يحتفلوا؟

أببطونٍ فارغة بعدما أصبح الحصول على رغيف الخبز أمرًا عسيرًا؟

وكيف لمدينة عدن، التي كانت من أوائل المدن العربية التي عرفت التعليم والكهرباء والصحة والرياضة والإذاعة والتلفزيون، أن تحتفل اليوم وهي تعيش واقعًا لا يُطاق؟ لا وجه للمقارنة بين الأمس واليوم، حتى إن كثيرين ممّن عاشوا مرحلة الاستعمار باتوا يبكون على الأطلال.


إن الانتصار الحقيقي لا يكون بالشعارات ولا بالبيانات الرنانة، بل بتحسين حياة الناس، والحفاظ على المكتسبات، والعمل على نهضة الوطن، وتشييد مؤسساته، والاستفادة من موارده، وإعادة عدن إلى مكانتها الريادية.

أما الشعارات الخالية من الفعل، في وقتٍ يموت فيه الشعب جوعًا، فلا قيمة لها.


محمد علي الطويل