آخر تحديث :الإثنين-03 نوفمبر 2025-11:57م

حين يُستهدف الصوت الحر… فتحي لا يُقهر

الثلاثاء - 07 أكتوبر 2025 - الساعة 08:27 ص
م. سارة الجابري

بقلم: م. سارة الجابري
- ارشيف الكاتب


لم تكن سوى ساعات، لكنها كانت كافية لإثارة زلزال في وجدان الشارع اليمني.

في لحظة واحدة، تردّد الخبر: الصحفي فتحي رهن الاعتقال، والصحيفة التي يقودها أُغلقت بقرار مفاجئ. ورغم أن الإفراج عنه تم سريعًا، وأن الصحيفة عادت إلى العمل، إلا أن اللحظة لم تمر عابرة، ولا يمكن اعتبارها مجرد "سوء تفاهم" أو "حادث إداري".


لأن المسألة، ببساطة، تتجاوز الأشخاص والإجراءات.

فتحي ليس مجرد صحفي، بل بات اليوم الصوت الأقرب إلى الناس، الأكثر تأثيرًا على المشهد اليمني، والأجرأ في قول ما لا يُقال.

استهدافه، ولو لساعات، كان كافيًا ليُشعل أسئلة كبرى:

من يخشى الكلمة؟ ومن يُزعجه صوت الحقيقة؟

وهل باتت حرية التعبير خطرًا يُستدعى لمواجهته، لا حقًا يُحمى ويُصان؟


ما جرى لم يُسكت فتحي، بل أثبت حضوره أكثر.

الشارع الذي ارتبك لغيابه، عاد ليصفق لعودته، وليُدرك أكثر أن المعركة ليست فقط مع كاتِب، بل مع ما يُمثّله من وعي، ومن جرأة، ومن رفضٍ للصمت.


عودة فتحي، وعودة الصحيفة، ليست نهاية القصة، بل بدايتها.

لأننا اليوم أكثر يقينًا بأن الصحافة الحرة، حين تلتصق بالناس، تُصبح قوة لا تُقهر، حتى وإن حوصرت للحظات.

ولأننا نعلم أن التأثير الحقيقي لا يُقاس بعدد المقالات، بل بقدرة الكلمة على زعزعة الباطل، ورفع صوت الناس، وكشف المستور.


فتحي لم يكن ضحية، بل كان شاهدًا على لحظة فارقة:

لحظة اختُبر فيها صمود الكلمة، ومكانة الصحفي، ووعي الناس.

وقد خرج منها كما هو دائمًا: شامخًا، ثابتًا، ومُلهمًا.


نكتب اليوم لا لنواسيه، بل لنؤكّد أننا نثق به أكثر، ونراهن على صوته أكثر.

لأن من يحمل قضايا الناس، لا يمكن أن يُهزم، ولو حوصرت كلماته مؤقتًا.


فتحي… الحمد لله على سلامتك.

حرًّا كما عهدناك، شريفًا كما كنت دائمًا، وملهمًا كما أنت الآن.

نقف معك اليوم، وغدًا، ودائمًا.