في ظل سلطة تمارس أبشع أنواع النفاق السياسي، يجد الشعب نفسه في مواجهة مع واقع مرير. أربعة أشهر دون رواتب، والجوع يفتك بالناس، بينما تتجول هذه السلطة في مراقص الخارج، غير عابئة بمعاناة الشعب. إنها لحظة فارقة في تاريخ هذا الوطن، حيث يبدو أن السلطة قد فقدت كل معاني الرحمة والوطنية.
الشعب اليوم لا يبحث فقط عن رواتب متأخرة، بل يبحث عن سد رمقه اليومي. استخدام قوت الشعب ورقة للابتزاز السياسي هو نفاق سياسي بكل معنى الكلمة. عندما تمارس السلطة النفاق السياسي لتحويل الوطن إلى حانة يباع فيها الخمر، ويُمارس فيها الرذيلة، فهذا أمر مرفوض. إنها ليست فقط مسألة مالية، بل هي مسألة كرامة وإنسانية.
على الشعب أن يقوم بثورة ضد من يمارس النفاق السياسي ضده. إن لم نقم بثورة، علينا أن نستسلم لحزام الرقص الذي بيد ساستنا، ليربطوه على خصرنا لنرقص كي نطرب دول الخارج وحكامها. لكن السؤال يبقى: إلى متى سيظل الشعب صامتا؟ إلى متى سيظل الشعب يتحمل هذه المهزلة؟
إن الشعب لم يعد يملك الكثير ليتحمله، فقد بلغ الجوع مداه، والفقر استشرى في كل بيت. إن لم تتحرك السلطة لإنصاف الشعب، فالشعب سيتحرك لاسترداد حقوقه. والله غالب على أمره، ولكن أكثر الناس لا يعلمون.
#حسين_البهام