في بلد أنهكته الحروب وتنازعته السلطات، تتعدد التسميات لكن يبقى الواقع واحدًا: قمعٌ، خوفٌ، وفوضى لا ترحم.
كثيرون يعتقدون أن الفارق بين الحوثيين والشرعية أو حتى المجلس الانتقالي يكمن في الهوية السياسية، لكن التجربة اليومية للمواطن تكشف أن الفرق مجرد أسماء، بينما المعاناة متطابقة.
تعز مدينة محاصرة بين السلاح والخوف
يُفترض أن المقاومة في تعز تمثل صوت الناس، لكنها في الواقع تحولت إلى أداة بيد مسلحين، كثير منهم مطلوبون أمنيًا في قضايا قتل.
لا وجود حقيقي لمؤسسات قادرة على فرض النظام أو حماية المدنيين. والأسوأ أن أي ناقد يجرؤ على مواجهة هذه الفوضى يجد نفسه في مواجهة تهديدٍ لحياته.
الحوثيون سلطة الخوف العلني
على الجانب الآخر، يفرض الحوثيون سيطرتهم عبر المشرفين الذين مارسوا الانتهاكات بحق الناس تحت مسميات مختلفة. هنا يغيب صوت المواطن كليًا، فلا حرية رأي ولا مساحة للتعبير. الخوف في مناطق الحوثيين معلن، ومن يخالف يُعاقب بصرامة قد تصل إلى السجن أو الإخفاء القسري.
الجنوب دولة في الوهم وواقع مأساوي
أما في الجنوب، فقد أظهر المجلس الانتقالي نفسه كسلطة موازية ودولة قائمة بذاتها، لكن الواقع يعكس مأساة أخرى. الخدمات غائبة، الأزمات تتراكم، والقمع حاضر بصورة مختلفة. وهكذا يتكرر المشهد ذاته، وإن تغيّر الاسم أو الراية.
في النهاية، يتضح أن المواطن اليمني محاصر بين سلطات متعددة، تتنوع في الشعارات لكنها تتشابه في الممارسات.
لا فرق حقيقي بين شرعية أو حوثي أو انتقالي، فالكل يمارس القمع بطرق مختلفة.
الفارق الوحيد هو أن الخوف عند الحوثي يُفرض علنًا، بينما في تعز والجنوب يأخذ شكلًا مستترًا لا يقل قسوة.
لقد صار الوطن مسرحا لسلطات متناحرة، بينما يدفع المواطن الثمن الأكبر، حرمانا من أبسط حقوقه، وغيابًا لأي أفق يلوح في الأفق.