ياابناء هذه الوطن يامن جلدكم صار من صخر لايخترقه ووجع لا يليين امام القهر عزيزي المواطن عزيزي المتابع انتظرؤ ولو بنظره حين يتحوّل الوجع إلى روتين ويصبح القهر جزءًا من جدول يومي فاعلموا أنكم في مرحلة الخطر حين تُجلدون بالصمت وتُصفعون بالغلاء وتُسحقون تحت عجلة الإهمال ولا ترفعون صوتًا فأنتم لا تعيشون أنتم تُستهلكون
عزيزي المواطن لا تصدقوا أن الصبر بلا صوت فضيلة ولا تظنوا أن الاحتمال بلا احتجاج بطولة إنكم تُذبحون على مراحل وتُسلخون ببطء وكلما صمتم زاد الجزار في تقطيعه فلتصرخوا ولو صرخة لا لتشتموا بل لتُعلنوا أنكم ما زلتم أحياء
عزيزي المواطن اصرخوا لأن مرتباتكم اليوم علئ مرور الشهر الرابع علئ التوالي وانتم علئ الصمت المزرئ  وهذه بل إهانة لحقكم في الحياة عزيزي المتابع اصرخوا لأن الماء الذي لا يصل إلى بيوتكم ليس قدرًا بل نتيجة فسادٍ لا يُحاسب اصرخوا لأن الرواتب التي تُحتجز ليست مزحة بل سرقة موصوفة
عزيزي المواطن اصرخوا لأن من يسرقكم ينام في القصور ومن يُجوعكم يركب السيارات الفارهة ومن يذلّكم يبتسم في المؤتمرات وأنتم تكتفون بالهمس وتُقنعون أنفسكم أن الأمور ستتحسن بينما هي تزداد سوءًا حين يصبح الألم عادة يُخدّر العقل ويُشلّ الضمير ويُغتال الأمل. فلا تسمحوا له أن يستوطنكم لا تجعلوا من القهر رفيقًا ولا من الظلم مألوفًا اصرخوا لأن الصرخة هي أول خطوة نحو التغيير نحو استعادة الكرامة نحو كسر القيود
لا تقولوا ما الفائدة فالفائدة أنكم تُعيدون لأنفسكم حقّها في أن تُسمع في أن تُحترم في أن تُحسب لا تنتظروا من يصرخ نيابة عنكم فالصوت الذي لا يخرج منكم لن يصل إلى أحد
عزيزي المواطن فلتصرخوا لأن الصرخة ليست ضعفًا بل إعلان حياة