تابعت البث المباشر للصحفي فتحي بن لزرق ، و فيه تحدث باختصار ووضوح عن الأسباب التي تقف خلف إغلاق صحيفة ومؤسسة عدن الغد ، وأشار فيه إلى تداخل الصلاحيات بين عدة جهات ، وكل جهة تدعي أنها المسؤولة عن تنظيم الإعلام والإشراف عليه، كان السبب خلف عملية الإغلاق الذي طال مؤسسته .
وبصراحة ... وبما أن هذه الجهات أصبحت تمثل أمر واقع ، فأنا أؤيد فكرة استخراج التراخيص من كل الجهات التي ذكرها فتحي في البث .
حتى وإن كان ذلك متعب قليلاً ، إلا إنه أضمن لسلامة المؤسسات الإعلامية واستمرارها في مثل هذه الظروف .
لكن ما أثار استغرابي هو المبالغة في تطبيق القوانين واللوائح المستجدة على وسيلة إعلامية بحجم ،، عدن الغد ،، وعلى شخصية بحجم فتحي بن لزرق سواء اتفقنا أو اختلفنا معه، فالأصل والعرف الإداري ، أن تكون العلاقة بين المؤسسات الإعلامية والجهات المشرفة عليها قائمة على التواصل والتفاهم ، لا على المفاجآت والتصعيد واستغلال الثغرات .
حتى لو افترضنا بإن الصحيفة غير مرخصة ، فمن غير المعقول أن تكون الوحيدة في عدن والمحافظات الجنوبية ، لذا. فالأجدر أن يتم إصدار تعميم رسمي لكل الوسائل الإعلامية بضرورة تجديد التراخيص خلال فترة زمنية محددة، ومن لم يلتزم فالإجراء بحقه من حيث الشكل قد يكون إجراء قانوني و مستساغ للرأي العام أو لجزء منه على الأقل , أما ما حدث اليوم فهو أقرب إلى الانتقائية ويبعث برسائل سلبية عن مستقبل التعامل مع الإعلاميين ، ووسائل الإعلام في الجنوب،
لهذا و في كل الأحوال فالصحفي فتحي بن لزرق يبقى اسماً له وزنه ومكانته وجمهوره ، سواء في الوسط الإعلامي أو بين أوساط الرأي العام. ، ونتمنى أن يتم تسوية هذه الإشكالية بروح مسؤولة لأننا لا نريد أن تتحول الساحة إلى صراع بين الإعلاميين والجهات الرسمية، على حساب القضايا الأهم التي تخص المواطن في عدن والجنوب بشكل عام.
#ناصرـالمشارع