آخر تحديث :الجمعة-26 سبتمبر 2025-12:24ص

التواصل الاجتماعي هل نستخدمها للتقارب او الانقسام؟

الثلاثاء - 23 سبتمبر 2025 - الساعة 05:29 م
احمد المدحدح الجفري

بقلم: احمد المدحدح الجفري
- ارشيف الكاتب



في العصر الحديث، أصبحت وسائل التواصل الاجتماعي جزءًا لا يتجزأ من حياتنا اليومية. تُستخدم هذه الوسائل للتواصل مع الآخرين ومشاركة الأفكار والاطلاع على الأخبار. ومع ذلك، فقد تحولت هذه الوسائل في كثير من الأحيان إلى أدوات للتنافر الاجتماعي بدلاً من التقارب. في هذا السياق، نجد أن المجموعات على الواتساب والفيسبوك وغيرها من المنصات أصبحت ساحة للنقد الجارح والاتهامات بدون دليل، مما يؤدي إلى انقسام الناس وزيادة الكراهية بينهم.


هذا الانقسام والتنافر يحدث عندما تُستخدم وسائل التواصل الاجتماعي بشكل سلبي، حيث يتحول النقاش البناء إلى نقد جارح والاتهامات بدون دليل، مما يؤدي إلى تفاقم الخلافات وتزيد من الكراهية بين الأفراد. كما أن فقدان العقلانية في استخدام هذه الوسائل يؤدي إلى انتشار المعلومات الخاطئة والأفكار السلبية، مما يؤثر سلبًا على المجتمع.


أضف إلى ذلك، أن الاستخدام السلبي لوسائل التواصل الاجتماعي يمكن أن يؤدي إلى تدهور القيم والأخلاق في المجتمع، حيث تنتشر الكراهية والتحريض على الكراهية والعنف بسرعة كبيرة، مما يؤثر على العلاقات الاجتماعية والتعايش السلمي بين الناس.


وفي ظل هذه الظروف، نجد أن بلادنا تعاني من شروخ وتحديات كثيرة، وتحتاج إلى جهودنا جميعًا لمعالجتها. بدلاً من أن نعمل على تعميق هذه الشروخ وزيادة الفرقة بيننا، يجب أن نسعى للتقارب والتعاون. هناك حلول ممكنة لتحويل وسائل التواصل الاجتماعي إلى أدوات إيجابية.


أولاً، يجب أن نتحلى بالعقلانية في استخدامنا لوسائل التواصل الاجتماعي، ونناقش الأفكار بطريقة بناءة ونسعى لإصلاح الأخطاء بدلاً من النقد الجارح. ثانيًا، يجب أن نسعى لتعزيز القيم الإيجابية مثل التسامح والاحترام والتعاون في مجتمعاتنا، مما يمكن أن يساهم في بناء مجتمعات أكثر تماسكًا وتفاهمًا. وأخيرًا، يجب أن نعمل جميعًا على تضافر الجهود لإصلاح الأخطاء ومعالجة المشاكل في مجتمعاتنا، من خلال النقاش البناء والعمل الجماعي لحل المشاكل.


في النهاية، يجب أن ندرك أن وسائل التواصل الاجتماعي يمكن أن تكون أداة إيجابية إذا استخدمناها بشكل صحيح. يجب أن نسعى لاستخدام هذه الوسائل لتعزيز التقارب والتواصل الإيجابي بين الناس، بدلاً من أن تكون مصدرًا للانقسام والكراهية. من خلال العودة إلى العقلانية وتعزيز القيم الإيجابية وتضافر الجهود، يمكننا بناء مجتمعات أكثر تماسكًا وتفاهمًا، ومعالجة التحديات التي تواجهنا بدلاً من تفاقمها.