في زمن تتزايد فيه الحساسية تجاه النقد، يواجه الخطاب الإعلامي الجاد تحديات متصاعدة، خاصة حين يتناول قضايا التراث والدين والمجتمع بأسلوب مباشر وصريح.
فالنقد، وإن كان بنّاءً، يُنظر إليه أحيانًا على أنه تهجم أو خروج عن المألوف، لا سيما في بيئات اعتادت على الجمود الفكري أو تقديس الموروث دون تمحيص.
من هذا المنطلق، أمارس خطابًا إعلاميًا ناقدًا يراه البعض شديد اللهجة، رغم أنه يستند إلى رؤية إصلاحية واضحة تهدف إلى تصحيح الأخطاء الظاهرة وتنقية التراث الإسلامي مما علق به من شوائب عبر القرون.
لا أدّعي الكمال، لكنني أؤمن أن من واجبنا أن نعبد الله على بصيرة، وأن نطرح أفكارنا بوضوح لمن أراد أن يتأمل ويتفكر، دون أن نفرضها على أحد.
إن النقد الذي أتبناه لا يسعى إلى التجريح أو الإساءة، بل إلى إعادة توجيه البوصلة الفكرية نحو قيم الإسلام الأصيلة وفق منظور تقييمي ، بعيدًا عن الانحرافات التي شوهت بعض المفاهيم.
ومع ذلك، فإن هذا النوع من الخطاب يواجه خصومة شرسة من أطراف لا تؤمن بالحوار، ولا تلتزم بأخلاقيات النقد، بل تلجأ إلى التشويه والتخوين، في غياب واضح للروح الإنسانية أو القيم الإسلامية التي تدعو إلى التراحم والتسامح وتتقبل الحوار الهادف الى الاصلاح والتنوير.
لكن الثبات على المبدأ لا يعني العنف أو العدوان، بل هو موقف أخلاقي وفكري يستند إلى قوله تعالى:
*"أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ"*
فالمواجهة الفكرية لا تعني التخلي عن القيم، بل تعني الدفاع عنها بالحجة والمنطق، ومدّ اليد للناس بالخير والعطاء، دون أن نقبل بالظلم أو التنازل عن المبادئ.
في النهاية، يبقى الخطاب الإعلامي الناقد ضرورة حضارية، لا رفاهية فكرية ، باعتبار النقد ظاهرة صحية لاينبغي التصدي لها فذلك يعني تكميم الافواه.
هي دعوة مفتوحة لكل من ارتقى فهمه، ليشارك في بناء وعي جديد، أكثر صدقًا، وأكثر جرأة، وأكثر وفاءً للحقيقة.