انهيار الأوضاع الإقتصادية وتوقف عجلة الحياة الإنتاجية وضعف الإدارة السياسية للبلاد وتعاقب الأزمات وفقد امتلاك القرار نن قبل القيادات السياسية التي تعيش حالة من الصراع وإزدواجية القيادة في كثير من مواقع القرار وما تبعها من غفلة عن حاجات واحتياجات المواطن ولاسيما فئة الشباب ذكورا وإناثا جعلهم عرضة للاغراءات التي تقدم الحلول بطابع وردي مزيف وهي تمنيهم بتحقيق أحلامهم وطموحاتهم في الحياة بعد أن صدموا بالأوضاع المأسوية للبلاد وتعثر الحلول أو الحلول العاجزة التي لا تقدم أية مؤشرات لانفراج أزماتهم القائمة والمتراكمة من عقود بل تقودها نحو التعقيد والتأزم والأنغلاق في دائرة المجهول واللامعقول.
شباب أكملوا دراساتهم في تخصصات مختلفة في الجامعات الحكومية والخاصة داخل الوطن وفي جامعات دول العالم وبتقديرات عالية وربما بعضهم بتخصصات نادرة تملؤهم الأحلام بخوض الحياة العملية لممارسة تخصصاتهم والإدلاء بما لديهم من قدرات وإثراء المجتمع بمهاراتهم وخبراتهم لكن سرعان ما تصطدم تلك الأمنيات بواقع البلد المعقد الذي ازداد تعقيدا بعد حرب عام 2015م ولم تنجلي الغمائم السوداء التي خيمت على أحلام المواطن منذ أكثر من عشر سنين ومن ضمنهم الشباب الذي لم يكن خيار لبعضهم سوى الإنضمام لقوافل العسكريين الذين ارتبطت حياتهم بالجبهات التي شطرت الوطن وشرذمته دون ان تنجز شيء يذكر سوى قوافل من الشهداء والجرحى دون تقدم ينهي حالة الحرب واللاحرب التي تعيشها البلاد منذ مايزيد عن العشر سنوات.
في حالة من العجز ربما يتساقط بعض الشباب لضعف في نفوس بعضهم عرضة للمغريات والشروع في الإنضمام في تنظيمات وأحزاب تحمل العداء للانسانية والوطنية طالما يتلقون الوعود بتحقيق أحلامهم في ظل تلك الوعود المزعومة من قبل جهات في الداخل والخارج تستغل حالة الإهمال الذي يعيشه الشباب لتستثمرهم في تنفيذ اجنداتها الإرهابية في التخريب والتجسس والتأمر على الوطن وهنا لأضع المبررات لشباب وقعوا في قبضة تلك العصابات الدولية ولكن ارفع النقاب عن بعض الأسباب التي تجعل شبابنا يتساقطون كالفراش في وحل الإرهاب وبؤر الضياع وحتى لا نجعلهم عرضة لأغراءات المقرضيين والأعداء طالما نملك الحلول ومن اولها وقف لهيب الحرب المستعرة والتوجه نحو إطلاق عجلة الإقتصاد واستيعاب الشباب في التوظيف وفتح باب الإستثمار في كل القطاعات العامة والخاصة والمختلطة وتوجيه وزارة الشباب والرياضة والثقافة لخدمة الشباب لا جعلها مصدر دخل لبعض المستفيدين من مشاريع لا تحقق ولاتنظر لمصالح الشباب.
حتى لايصبح شبابنا مسجلين في قوائم الإرهاب والعصابات المسلحة والتجسسية والتخريبية لابد من إطفاء وميض النار المشتعلة التي يطوفون حول وميضها فيتساقطون في لهيبها.
عصام مريسي