آخر تحديث :الخميس-16 أكتوبر 2025-02:05م

نظرة عوراء

السبت - 13 سبتمبر 2025 - الساعة 09:56 ص
محمد عبدالله الموس

بقلم: محمد عبدالله الموس
- ارشيف الكاتب


لم ازر مارب او المخاء، لكن الاصدقاء الذين زاروهما اشادوا بمستوى المعيشة والخدمات في هاتين المنطقتين رغم أنهما منطقتي مواجهة وان بدرجات اقل سخونة من المواجهات على جبهات الجنوب الساخنة.


لكن محافظات الجنوب تعاني مواجهات من الداخل أكثر قسوة من المواجهات العسكرية، من المعيشة الى الخدمات وما بينهما الامر الذي يضع وزراً ثقيلا على شركاء الجنوب في السلطة، خصوصا عندما تكون السلطة في معاشق شريكا مباشرا في صناعة المعاناة في الجنوب وصلت حد تعطيل صرف الرواتب وتعطيل وقود الكهرباء بل وحتى وضع العثرات في طريق الاصلاح المالي الذي بدأ يؤتي نتائج ايجابية وان كانت أقل من المأمول.


هذه المقارنة البسيطة لا تعني اننا لا نشيد بما يفعله الشيخ سلطان العرادة او العميد طارق صالح في مناطق سلطاتهم لكننا نتمنى عليهما ان لا تصبح نظرتهما عوراء تجاه الجنوب وأهله، وفي المقابل فأن ابناء الجنوب لم يقدموا آلاف الشهداء والجرحى منذ غزو ١٩٩٤م ليتحولوا في الاخير الى مجرد حراس تأمين لمطبخ وديوان ومخدع الاخ الرئيس رشاد العليمي وحاشيته في مستعمرة معاشق.


يتذرع البعض بأن الرئيس رشاد العليمي ينتقم من ابناء الجنوب منذ سنوات الحراك السلمي الجنوبي عندما كان وزيرا للداخلية، لكن ابناء الجنوب لم يعد يعنيهم من يكون وسيحملون الوزر شركاء الجنوب في السلطة الاعضاء في مجلس القيادة الرئاسي النواب، عيدروس الزبيدي رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي ونوابه عبدالرحمن المحرمي وفرج البحسني وكل النخبة الجنوبية شركاء السلطة، الذين قد يتحولوا الى مجرد تحف مكملة لديكور مشوه في نظر المواطن الجنوبي، والأمر كذلك لباقي النخبة الجنوبية خارج السلطة.


معيشة الناس وكرامتهم لا تقبل القسمة على إثنين ولا نظن ان القيادات الجنوبية او الاشقاء في التحالف العربي سيضحون بالحاضنة الشعبية الجنوبية اكراما لخاطر عيون زيد او عبيد وقد راهن الخصوم كثيرا على تباينات أبناء الجنوب وخسروا الرهان.


القرارات التي صدرت عن الاخ اللواء عيدروس الزبيدي بصفته رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي ونائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي هي خطوة في اعادة الاعتبار لأبناء الجنوب واحتراما لتضحياتهم، وهي خطوة تستحق دعم كل النخبة الجنوبية، فعندما يتعلق الامر بالوطن وكرامة أبناءه ومعيشتهم فلا مجال للخلاف مهما كان حجمه، وخصوصا عندما تجد نفسك شريكا في سلطة ترى بعين واحدة.


عدن

١٣ سبتمبر ٢٠٢٥م