آخر تحديث :السبت-13 سبتمبر 2025-11:06ص

حين تفتقد العائلة كبيرها .. غياب السند وانكشاف الظل

السبت - 13 سبتمبر 2025 - الساعة 07:56 ص
منصور بلعيدي

بقلم: منصور بلعيدي
- ارشيف الكاتب


في لحظةٍ فارقة من الزمن حين يرحل كبير العائلة، لا يغيب شخصٌ فحسب، بل يغيب معه المعنى، والسقف، والظل، والسند. يغيب من كان وجه الأسرة أمام الآخرين، وراعيها في الشدائد، ومرجعها في الحيرة، وملاذها حين تضيق الحياة. غيابه ليس حدثًا عابرًا، بل زلزالٌ نفسي يهزّ أركان البيت، ويترك فراغًا لا يُملأ بسهولة.


*الكبير... أكثر من مجرد فرد*

كبير العائلة ليس مجرد لقب يُمنح بفعل العمر، بل هو مكانة تُبنى على الحكمة، والحضور، والقدرة على الاحتواء. هو من يُشبه الشجرة الوارفة، التي يستظل بها الجميع، ويشعرون بالأمان تحتها.

حين يُغادر، تنكشف الأسرة أمام تقلبات الحياة، وتجد نفسها في مواجهة مباشرة مع العواصف دون غطاء أو درع.

ورغم أن الموت حقٌ لا مفر منه، فإن وقعه لا يُقاس بالمنطق، بل يُقاس بما يتركه من أثر في النفوس.

فحين يكون الفقيد هو الأخ الأكبر، فإن الفقد يأخذ طابعًا خاصًا، إذ لا يُعوّض الأخ، ولا يُستبدل، ولا يُنسى. هو الأقرب رغم المسافات، والأحنّ رغم الصمت، والأكثر حضورًا في لحظات الضعف.


*💔 الفقد... جرحٌ لا يُرى*

الفقد لا يُشبه أي ألم آخر. هو جرحٌ داخلي لا يُرى، لكنه يُشعر، يُؤلم، ويُضعف. قد يتأوه الإنسان من ألمٍ جسدي، لكن حين يقول "أخخخ"من الألم فهو لا يستنجد بالدواء، بل يستنجد بأخيه فالاخ لايعوض ، وحين يفقده يفقد معه اشياء كثيرة اهمها فقدان السند فوجوده كان البلسم لكل وجع.


في غياب الكبير، تُصبح الأسرة مطالبة بإعادة ترتيب نفسها، بالبحث عن من يحمل الراية، ويُعيد بناء السقف، ويُرمم الظل.

لكن الحقيقة المؤلمة أن بعض الغيابات لا تُعوّض، وبعض الأماكن تبقى شاغرة مهما حاولنا ملأها.


*تسليمٌ بقضاء الله... وحنينٌ لا ينتهي*

نُسلّم بقضاء الله، ونرضى بقدره، لكننا لا نكفّ عن الحنين. لا نكفّ عن استرجاع الذكريات، ولا عن استحضار المواقف التي كان فيها الكبير هو المنقذ والمرشد، والحكيم.

نُدرك أن الحياة تمضي، لكننا نعلم أيضًا أن بعض الرحيل يُغيّرنا إلى الأبد.

رحم الله اخي العميد صالح احمد الذي رحل وترك خلفه إرثًا من الحب، والكرامة، والحنان.

وجعلنا من الصابرين على الفقد، ومن الحافظين لجميل الود وجمال الذكرى..

اللهم ارحم فقيدنا وجميع موتى المسلمين..

انا لله وانا البه راجعون.