محافظ أبين بين مطرقة السياسة و سندان التنمية

من يعيد شريط الذاكرة إلى الخلف المعاصر قليلا سيجد أن محافظة أبين و مواطنيها قد مرت بهم فترات ويل و ثبور ، حروب و قتل و دمار على كل الأصعدة ... فترات كانت تسود فيها روائح البارود و الجثث المتعفنة على روائح الفل و مجامر البخور و جثث الجياع .

كانت الحروب و الجيوش تنتشر على كثبانها و مناطقها أكثر من جثث الغربان و الكلاب النافقة ، مشاهد مرعبة من زمن سيطرة القاعده و لمعارك بين قوات الإنتقالي و عسكر الشرعية لا يمكن محوها بسهولة من ذاكرة المواطن الأبيني ، أنها فترات عصيبة أهلكت الزرع و ألضرع ..

كان على الحكومات و السلطات المتعاقبة أن تعالج المواطن الأبيني نفسيا اولا و من ثم تعويضة ماديا و معيشيا على تلك الحروب التي كانت محافظتهم و مناطقهم و مزارعهم ساحة و ملعبا لها ..

منذ بداية الأزمة السياسية في اليمن و تحضيرات أنضمامها إلى حقبة ما يسمي بالربيع العربي و من بعدها زمن تولي الرئيس هادي للسلطة فقد سعت كل القوى المتصارعة بكل ما أوتيت من قوة على العمل بإضعاف محافظة أبين و عزلها عن الرئيس هادي و محاولة تحييد قوتها السياسية و البشرية ، و شاهدنا تراجيديتها بفصول حرب القاعدة و من ثم حرب الصحراء بين قوات الإنتقالي و مجاميع الشرعية ..

كان بإمكان محافظ أبين اللواء ابوبكر حسين إستثمار الصراع السياسي و العسكري بين المجلس الإنتقالي و الشرعية بل و تغذيته للإستفادة منه ماليا و سياسيا و لكنه خيب ظن المراهقين المراهنين على ذلك و ترك كل المصالح السياسية و المالية التي كان بإمكانه الحصول عليها و سعى بكل قوة لإبرام اتفاق سلام عسكري اوقف بذلك الحرب و الدمار و تداعياتها و صنع سلام كان يبدو مستحيلا في نظر و فكر فطاحلة السلام و الحرب و السياسة ...

لنخرج على النص قليلا و اذكركم بقرار محافظ عدن بصرف حافز شهري للمعلمين من موارد المحافظة .. طبعا لان محافظة عدن بما تمتلكه من موارد من الميناء و المطار و كثير من الموارد الأخرى أتاحت فرصة له للمناورة و وضع عظمة في فم من ينبح و أخرص نباحهم ..

في أبين لا ميناء و لا مطار و لا اي بنية أو مكونات إقتصادية و موارد دخل و مع ذلك كل السيوف و الأقلام موجهة لتغرص في صدره و مع ذلك فهناك مشاريع إستراتيجية نفذت او تنفذ في المحافظة لن تجدها حتى في المحافظات النفطية أو ذات الموارد المتنوعة ..

قد يخالفني الكثيرين من المحسوبين على السياسة أو من ذوي النظرة القصيرة ، لكن العميقين و العميقين فقط يدركون أن ابوبكر حسين من أفضل من تولوا زمام أمر أبين أو أهتموا بها كسالمين و محمد علي ..

**جمال لقم