آخر تحديث :الجمعة-19 سبتمبر 2025-01:41ص

اعلان حوثي رسمي لاغتيال ماتبقى من الموتمر

الخميس - 28 أغسطس 2025 - الساعة 07:04 م
د. مطيع الاصهب

بقلم: د. مطيع الاصهب
- ارشيف الكاتب


في خطوة تكشف عمق نوايا المشروع الحوثي، أقدم الحوثي اليوم على فصل العميد أحمد علي عبدالله صالح من المؤتمر الشعبي العام. هذه ليست مجرد خطوة تنظيمية، بل هي محاولة علنية لوأد آخر رموز النظام الجمهوري، وشطب أي صوت يمكن أن يذكر اليمنيين بأن هناك دولة ومؤسسات، وتاريخاً جمهورياً صنعه رجال لا ينحنون للكهنوت.


الحوثي لا يريد حزبا اسمه المؤتمر ولا يريد معارضة، ولا شركاء. هو لا يتحمل حتى الظل السياسي لمن يملك رصيدا شعبياً أو تاريخياً. فصل العميد أحمد علي ليس أكثر من تمهيد لوضع شخصية سلالية على رأس المؤتمر، ضمن مسرحية عبثية لإلباس مشروعه السلالي قناعاً جمهورياً.


العميد أحمد علي ليس مجرد اسم، بل هو نجل الزعيم الذي قتل وهو يقاتل الكهنوت في قلب صنعاء، والرمز الذي لا يزال يشكل قلقا للحوثي حتى وهو خارج البلاد. فصل أحمد علي يؤكد أن الحوثي لا يثق حتى بأوراق التفاهم، ولا ينسى ثأره من كل من يحتمل أن يكون مشروع مقاومة قادم.


اليوم، يفصل أحمد علي، وغدا سيوضع سيد جديد على كرسي المؤتمر، في مهزلة سياسية تهدف لتشويه الذاكرة الوطنية وسحق التنوع السياسي.


لكننا نقول: ليس من حق السلالة أن تقرر مصير حزب وطني عريق، ولا أن تقصي من شاءت لتزرع من شاءت. المؤتمر الشعبي ليس منشأة حوثية ولا يجب أن يصمت أعضاؤه على هذا العبث.

نعم منذ أن سيطرت المليشيا السلالية على صنعاء، وهي تعمل بخطة ممنهجة لتفريغ المؤتمر من رموزه، وتحويله إلى لافتة مهترئة تزين بها وجهها القبيح أمام الداخل والخارج. والآن، جاء الدور على أحمد علي، الذي أرادوا إسكاته تماماً، لأنه يمثل آخر ما تبقى من ذاكرة الجمهورية وصلابة الدولة.

لذالك من فصل العميد أحمد علي لا يكتفي بإقصائه، بل يقصي المشروع الجمهوري من جذوره.

فهل آن الأوان للمؤتمريين أن يصحوا؟