تصرخ فينا الذاكرة كلما اشتدت علينا الايام، كأنها تنادينا من زمن مضى: هل تذكرونني؟ أنا البساطة، أنا الفطرة، أنا الراحة في القليل والضحكة في القلوب لا في الشاشات!
كثيرون منا اليوم وسط الزحام والضجيج والتشوهات التي طالت كل شيء، يتمنون لحظة واحدة فقط من الماضي، دقيقة فقط من ذلك الزمن الذي كانت فيه القلوب أنقى والنيات أصفى والوجوه مبتسمة بلا تصنع والأيام تمضي ببطء جميل لا يركض خلفك فيه الوقت ولا تلاحقك الأخبار السيئة
كنا نعيش حياة بسيطة بوجبة واحدة تكفي، وكلمة الحمد لله تملأ البيت دفئا، كنا نجتمع حول صحن واحد ونختلف بدون كراهية ونتعب في العمل لكن ننام بضمير مرتاح. لم نكن نملك الكثير لكننا كنا نملك كل شيء راحة البال، وحب الناس، وسلام النفس.
اليوم تغيرت القيم وتبدلت النفوس وصار الفقير يخجل من فقره والغني لا يشبع وأصبحت الشهرة تمنح للتفاهة ويقصى صاحب العقل والحكمة لأنه لا يواكب الترند.
تغير الذوق وتغيرت المفاهيم حتى الأطفال لم يعودوا يشبهوننا ونحن صغار بل صارت البراءة نادرة واللعب صار إلكترونيا بلا روح
لسنا ضد التقدم لكننا ضد أن نسير للأمام ونترك قلوبنا خلفنا وضد أن نفرغ الإنسان من إنسانيته باسم التطور.
ضد أن نخرس صوت الضمير لأن لا وقت لدينا لمحاسبة أنفسنا.
يا الأيام القديمة عودي دقيقة فقط لنتذكر من كنا، كيف كنا، ولماذا تغيرنا.
يا الايام القديمة عودي لنصلح ما افسدناه ونستعيد شيئا من تلك الروح التي صنعت منا بشرا بكل ما تعنيه الكلمه ،فاحيانا دقيقه من الماضي كفيله بان توقظ ضميرا نام كثيرا .