في عمق الريف اليمني، حيث تشتد وطأة الفقر وتتصاعد معاناة السكان، يعيش الأطفال أوجاعًا لا يراها الكثيرون، ويشعرون بها في صمت، يواجهون قسوة الحياة منذ نعومة أظافرهم.
قصة طفل صغير يرعى الأغنام في إحدى المناطق الريفية، تختزل معاناة أجيال من أبناء اليمن، الذين يكدحون من أجل لقمة العيش، ويواجهون ظروفًا قاسية لا ترحم.
ذات يوم، كان الطفل يلاحق قطيع الأغنام، حتى أعياه التعب، فأسند رأسه إلى صخرة، اتخذها وسادة، ونام من شدة الإرهاق.
لم يكن يعلم أن تلك اللحظة ستصبح رمزًا لمعاناة أطفال الريف، الذين يواجهون الجوع، والتعب، والحرمان، في ظل غياب أدنى مقومات الحياة الكريمة.
تساؤل بسيط يراودنا: "لست أدري ما الذي أنهكك حتى غفوت نائماً فوق صخرة هكذا؟" هل هو التعب، أم الجوع، أم كليهما، أم أن تلك الصخرة الصماء كانت أحن عليك من الضمائر البشرية الميتة؟
سؤال يختصر الكثير من الألم ويعكس واقعًا مريرًا يعيشونه أطفال اليمن، الذين يضطرون لتحمل أعباء أكبر من أعمارهم، من أجل البقاء على قيد الحياة.
معاناة أطفال الريف اليمني ليست مجرد قصة فردية، بل هي نداء استغاثة يطالب المجتمع الدولي والمنظمات الإنسانية بالتحرك العاجل، لتوفير حياة كريمة لهؤلاء الأطفال، الذين يستحقون أن ينعموا بطفولتهم، ويعيشوا في بيئة آمنة ومستقرة.
وفي ظل استمرار الأوضاع الإنسانية المتدهورة، يبقى الأمل معقودًا على ضمير العالم، أن يعي حجم المأساة، وأن يتحرك بسرعة لإنقاذ هؤلاء الأطفال، قبل أن تتحول معاناتهم إلى جراح لا تندمل، وتاريخ من الألم لا يُمحى.
فهل سنقف مكتوفي الأيدي، ونترك أطفال الريف اليمني يعانون بصمت، أم سنكون صوتًا لهم، وننادي بالعدالة والرحمة، لنصنع لهم حياة جديدة، تليق ببراءتهم، وتعيد لهم حقهم في الأمل والحياة؟