لأول مرة شاهدت المفردات وهي تغضب تخيل معي خمسة وثلاثون ألف مفردة في حالة غضب مطبق  ولأتغضب المفردات الا من حدوث امر جلل ،  هذه المفردات قد غضبت نصرة لي فهي من يؤنس وحدتي و يسهر على راحتي  وهي من يقلق لأجلي وتنتفض نصرة لي فقد اقتربت من المفردات كثيرا وتعلمت منها الكثير ، تعلمت كيف اخد بخطامها اقودها إلى الصفحة الذي أريد اختار من بين صفوفها من يفوقني بلاغة وفصاحة ومن يفوقني حجة ولسانا.
 أرتب المفردات بترتيب بسيط ولكن في داخلي عميق  ليس بحسب أولوية الحروف الأبجدية إنما بحسب عمق وقوة معانيها الهجائية  اعطيها شيئا من نفسي وكل مشاعري و نحو من ابتسامتي واحيانا اغرقها عنوة في دمعتي لأن المفردات هي الرئة الوحيدة  التي اتنفس من خلالها ، املاء من عبيرها صدري و اخرج رحيقها حبرا  من قلمي  اعطيتها اسمي ولقبي وبعضا من حصافتي لتأخذ إلى العالم قصتي.
المفردات هي بضعا مني إذا  ضحكت لفرحي وإذا بكيت تحزن لدمعي وإذا صمت تسكت لتصغي نحن نعيش في ذات الكتاب حتى وإن كنت انا من وحي الواقع وهي من وحي الخيال ولكننا نسكن في ذات القصة و نحمل ذات الاسم وذات العنوان ولا ادري هل انا من أمسكت بخطام المفردات  أو هي من أمسكت بخطامي  عندما ترى المفردات فقد ترى أنها تشبهني فهي صوره حقيقيه عني   فأنا والمفردات قد نكون وجهان ولكننا نتشاطر ذات الالم وذات الابتسامة قيمتنا لم تكن يوما في عيون الناس ولكن قيمتنا في المبادئ الذي.
حملناها بشرف وكفى بالله حسيبا.