كما أن هناك متفق عليه فهناك ماهو " مسكوت عنه " خشية ردة فعل المجتمع تجاه ماتفكر بقوله ..حالة قمع رهيبة للعقل تتكرس حتى يصبح الصمت هو القاعدة التي يتم الإشادة بها بينما يكون الكلام خرق لكل الممنوعات ومدعاة للاستنكار
المسكوت عنه اجتماعيا : يتم التصدي لأي راي بمقولات تعزز من سطوة التقاليد والعادات وأنماط السلوك المتبعة وتضع سياج يحمي المجتمع من عدوى التغيير من قبيل (عيب ؛ ماذا سيقول عنا الناس )
المسكوت عنه دينيا : يتم تكرار عبارات حرام ؛ لايجوز ؛ اعوذ بالله ماهذه الزندقة ؟ حتى في وجه التساؤلات البريئة التي تستهدف اماطة اللثام عن كثير من القضايا الوجودية وفهمها
المسكوت عنه سياسيا : مجموعة اراء اذا تحدثت بها سيقتلع قلبك عبر الاتهامات الشهيرة التي تتوزع بين التخوين الصريح والتشكيك في اهليتك للحديث العام (ليس هناك مانع من التراشق في إطار حرية الكلام شريطة أن لايتم استخدام العنف أو تقييد الحرية )
والحقيقة أن المسكوت عنه أكثر مما تم الحديث فيه والصدور مليئة بالتساؤلات والاراء عند الجميع في مختلف القضايا
كان الفن والأدب والسينما وسيلة التحايل الأبرز لتهريب الأفكار إلى عقول الناس وإيصال الرسائل إليهم وفي ظل بيئة تجريمية تنظر بازدراء إلى مختلف أنواع الفنون تكون إرادة المنع قد استطاعت قطع تدفق الكلام من المنبع واستطاعت ضمان تاميم عقول الناس والسيطرة عليهم على كافة الصعد
انظر فقط الى المسكوت عنه تاريخيا ومدى تعاطينا معه على سبيل المثال صراع يناير الاسود 1986 لايوجد بحسب ما أعلم اي عمل معرفي أو اكاديمي أو فني او ادبي استطاع اختراق حائط المنع والسكوت على الرغم أن كثافة حضور ومناقشة مثل هذه القضايا تعني تعافي المجتمع وتعافي الذاكرة ومايحدث يثبت العكس أن الجروح لم تندمل اوأننا نعالجها بغباء.