لا تخطئوا الظن: المهرة ليست خارج دائرة الاستهداف، بل في صميم مشروع التمدد الحوثي الذي يعمل بهدوء من خلف الكواليس، وبتمويل وتسهيلات من خارج الحدود.
ما كُشف مؤخرًا في قضية القبض على القيادي الحوثيين محمد الزايدي ، لم يكن مجرد خرق أمني، بل حلقة خطيرة في مسلسل تغلغل الحوثيين في #المهرة عبر واجهات قبلية وتحالفات محلية، مدعومة من جماعة علي سالم الحريزي التي تربطها علاقات قديمة بعلي محسن الأحمر ودوائر النفوذ الإخواني العُماني
#خلية_مسقط ومنذ امد .
المهرة… ليست حيادًا بل ممرًا
تقارير لجنة خبراء الأمم المتحدة أكدت سابقًا وجود خط تهريب نشط من سلطنة عُمان وايضاً عبر موانئ المهرة إلى مناطق الحوثيين، يشمل أسلحة نوعية وقطع غيار طائرات مسيّرة وتقنيات عسكرية متقدمة.
بمعنى آخر، المهرة تمثّل شريانًا لوجستيًا استراتيجيًا لا يقلّ أهمية عن موانئ الحديدة، بل أخطر منها لكونه أقل رقابة وأكثر تساهلًا من السلطات المحلية.
وكان المحافظ الاسبق راجح باكريت قد ازيح من منصبة وافقت له الكثير من التهم بسبب تصديه لهم ومحاولة تفكيك شبكتهم مماجعلهم يحرضون القيادات السعوديه بالمره لرفع تقارير ضده لاجل التخلص منه.
قبائل خولان… لمن تُقاتل الآن؟
ما يثير الريبة، أن بعض القبائل الشمالية التي صمتت ازا اجتياح الحوثي لقراها ومدنها وسجن نسائها تحشد اليوم إلى المهرة للمطالبة بالإفراج عن الزايدي، المعروف بتأييده العلني للحوثيين، وتقدمه في أكثر من وساطة تخدم الجماعة.
فأين كانت هذه “النخوة القبلية” عندما هُدمت البيوت في عمران، وسُحلت النساء في حجّة، وتم قصف مأرب؟
إنه استدعاء للقبيلة كسلاح سياسي، لا كقيمة شرف.
الحريزي… الحليف الذي لم يتغيّر
في مقابلة متلفزة قبل سنوات، اعترف علي سالم الحريزي بأنه لم يفك حصاره على القوات السعودية في مطار الغيضة إلا بعد اتصال مباشر من علي محسن الأحمر، واصفًا إياه بـ”القائد الوطني الذي نمتثل له”.
هذه الشهادة وحدها تكشف مدى ترابط المشروع الإخواني الحوثي في الشرق، واستمرار تحالف “التكتيك” رغم تباين الشعارات.
خطر مزدوج: البندقية والقلم
لا يقتصر الخطر على المسلحين الحوثيين، بل على الأصوات الشمالية التي تدافع عنهم من داخل مؤسسات “الشرعية”، وتطالب بالإفراج عنهم، وتهاجم من اعتقلهم بحجة “الكرامة القبلية”.
من يبرّر اختراق الأمن القومي باسم الوساطة، لا يقل خطرًا عن من يهرّب السلاح.
الفرق الوحيد هو أن أحدهم يحمل الكلاشينكوف، والآخر يحمل الميكروفون… لكن الرصاصة واحدة.
الرسالة للجنوبيين: استعدوا
الجنوب كله، وليس المهرة وحدها، معرّض لاختراق ناعم يسبق أي غزو مباشر.
ومن يظن أن الحياد سيحميه، سيجد نفسه أول من يُؤكل.
لذا فإن الواجب اليوم:
•رفع الجاهزية الكاملة على حدود المهرة وسقطرى.
•إغلاق معسكرات التسلل، وفي مقدمتها “ذكوفون”.
•ضبط ومحاسبة المتواطئين داخل المؤسسات المحلية.
•إعادة تعريف المعركة باعتبارها شاملة: ضد الحوثي ومن يهيئ له الأرض.
ملخص القول يامهريين وجنوبيين ان السيادة لا تُحمى بالشعارات، ولا تُسترد بالصمت.
وإذا لم يتم التعامل مع المهرة كجبهة مفتوحة…
فلا تستغربوا أن نرى علم الحوثي يومًا يُرفع على سواحل نشطون.