آخر تحديث :السبت-12 يوليو 2025-10:17م

الشماتة بالموتىٰ.. ليست رأي، بل سقوط أخلاقي مريع

السبت - 28 يونيو 2025 - الساعة 11:00 ص
محمد الخامري

بقلم: محمد الخامري
- ارشيف الكاتب


لم أعرف الفقيد فؤاد الحميري رحمه الله معرفة شخصية، ولم تربطني به صداقة ولا تواصل، لكنه كان شخص معروف بخطابه القوي، وشعره الرفيع، وثقافته الواسعة، ومكانته في ذاكرة الوعي اليمني المعاصر..

📌 منذ الصباح وأنا أفاجأ ببعض الأشخاص الذين كنت أحترم بعضهم، وهم يمارسون وضاعة التشفي والشماتة، لا في موقف سياسي، ولا في رأي مخالف، بل في ميت لايملك أن يرد، ولا أن يدافع عن نفسه، ولا أن يوضح موقفه..!!

📌 أنا لا أدافع عن شخص الحميري رحمه الله، فأنا كما أسلفت لا اعرفه ولا تربطني به صداقة، بل أدافع عن قيمة إنسانية عالية، وعن أدب لايسقط مهما اشتدت الخصومة، فالموت يوقف المعارك، ويصمت المدافع، ويكشف معادن النفوس، ويرفع الأقنعة عن أخلاق الناس وجوهرهم..

📌 الشماتة بالموت ليست شجاعة، بل سقوط في مستنقع النفوس المريضة، ومن يشمت بالموتى لايملك رجولة الموقف، ولا نبل الخصومة، ولا شرف الكلمة..

الشماتة بالموتى ليست فقط مُحرّمة شرعاً، بل مؤشر دقيق على خواء الروح وسقوط الإنسان في درك لايليق إلا بأراذل الناس.

الشماتة بالموتى ليست حرية رأي، بل شهادة سقوط، لاتليق بمن يقول انه رجل وليس مجرد ذكر، ومن يشمت بميت، إنما يشهد على سوء تربيته، وخفة دينه، وغلظة قلبه.

📌 ولأن الشيء بالشئ يُذكر، أعيد التذكير بما كتبته قبل سنوات، حين قُتل الرئيس السابق علي عبدالله صالح رحمه الله، قلت يومها بضمير مرتاح "تموت كل الخلافات السياسية بموت الخصم، ولايبقى خصماً لميت إلا المريض النفسي الذي لا يُرجى برؤه… لقد أفضى إلى ما قدم، وأصبح بين يدي ربه، وهو أعلم به.. قضيتنا مع الأحياء، مع أولئك الذين يبيعوننا ويشترون بدمائنا، ويجعلوننا بلا وطن ولا كرامة."

📌 قال أحد الحكماء إذا مات عدوك، فاجعل من صمتك مقبرة لنزاعات الدنيا، فالخصومة تنتهي، لكن المروءة تبقى..

الرحمة لفؤاد الحميري، ولكل من غادر هذه الدنيا، والخزي لكل من فقد إنسانيته قبل أن يفقد خصمه.