آخر تحديث :السبت-05 يوليو 2025-06:25م

عشوائية العلاقة بين التعليم والتخطيط في بلادنا !

الثلاثاء - 24 يونيو 2025 - الساعة 12:51 م
الخضر البرهمي

بقلم: الخضر البرهمي
- ارشيف الكاتب


التعلّيم جزء من أشياء كثيرة مُعطلة في بلادنا ، كما يبدو أنه قضية منفصلة تماماً عن أهداف وخطط الحاضر من ثم أصبح في المدارس عادة فقط وأسقاط واجب من على ظهور القائمين عليه ، حقيقة قد لايدركها القارئ البسيط ولكن باتت ظاهرة موحشة لانستطيع نفيها بالكلية وأستطعنا تقبلها على أقبح وجه لها !


من تحت مسطرة الفتاوى التربوية وماتمر به بلادنا الحبيبة من خيبة وضعف وركاكة أتضح أن العلاقة بين التعلّيم والتخطيط علاقة منسيّة وتكاد تكون المحصلة صفرية لا علاقة بينهما !


إذا كان معظم النار من مستصغر الشرر ، فعلينا ألا نستهين بالأفكار المريضة التي تحبو في بادئ الأمر ثم تنطلق مدمرة لكل جميل ، اختلاف العرق والدين بين شمال وجنوب اليمن لايجدر به أن يكون مسوغاً وهدفاً للقضاء على التعلّيم بالطريقة الغير مألوفة ، فابناء الهند والصين أكبر أمتين عدداً واكثرهما تعدداً في الأجناس والأعراق ارتضوا العيش معاً من أجل تخطيط سليم يُؤمّن مستقبل أبنائهم ، تلك الشعوب الأعجمية مدركة أن التعلّيم في الصغر كالنقش في الحجر ، آمنت بالمقولة العربية ووضعت لها تخطيط سليم !


نحن لن نسأل اليوم عن السبب فيما حدث للتعلّيم في بلادنا وإنما يجب أن نخطط لتجنب تكرار حدوثه ، فالأسباب معروفة للجميع ، ولكن الجميع غير مقتنع بالقضاء على هذه المشكلة في حينها حتى تفاقمت واستفحلت وصارت ظاهرة ، وبالتالي عجز المختصون من إيجاد علاجاً شافياً وطريقاً واضحاً لهذه الظاهرة رغم كل النداءات التي نادت ووضعت التعلّيم الجامعي في قائمة الأولويات ولكن للأسف جامعات لم تنجح في أن تكون مؤسسات إبداع وابتكار ، بل مثلت مساراً روتينياً ومنح مؤهلات وشهادات لا لها قيمة في سوق العمل !


غيض من فيض وصورة تجعلنا نلتفت إلى التعلّيم ومايترتب عليه من علو وسمو إذ نحن اصلحناه لاشك أنه يعاني خللاً وتراجعاً كبيرين إلى حد يشعرنا بأننا نسير في نفق طويل مظلم ليس ذلك فحسب بل موت سريري يلفظ أنفاسه الاخيرة ، والسبب عدم منحه الميزانية الكافية ، وجانب آخر غياب التخطيط السليم وعدم ربط المحتوى التعليمي بالاحتياجات الملحّة لتطوير الاقتصاد القومي للبلد ، وعلى هذا الحال قيس نظل متخلفين ويزداد التخلف ويرافقه جيش كبير من العاطلين عن العمل على شكل بطالة سافرة ، هذا مانحن مقبلون عليه إذا لم نفكر ونخطط بعقل ويتم ردم الهوة وتجسيرها !


إذا كانوا في الشمال يعتقدون أن مأزقهم لايحتمل الانتظار فعمدوا إلى وضع مناهج بالطريقة التي تناسب معتقداتهم واهوآءهم ، فإن الانتظار لدينا في الجنوب من دون تخطيط سلعة يفوق الطلب ويعد نهاية وانتحار للتعلّيم !