آخر تحديث :الثلاثاء-01 يوليو 2025-06:50م

الناشط المدني العسكري!

الإثنين - 09 يونيو 2025 - الساعة 09:44 م
علي عبدالإله سلام

بقلم: علي عبدالإله سلام
- ارشيف الكاتب


في ظاهرة تتكرر للأسف، نشاهد بعض النشطاء ممن يُفترض أنهم صوت المجتمع والضمير الحي، يتغنون بمديح قادة عسكريين، وكأنهم نسوا أو تناسوا طبيعة المؤسسة العسكرية في بلاد تُعاني من تراكم الانتهاكات وانفلات المحاسبة.


قد نقبل هذا السلوك من المواطن العادي، مدفوعًا بالعاطفة أو الانتماء القروي أو القبلي. لكن حين يصدر من ناشط له تأثير، فالأمر لا يخرج عن احتمالين لا ثالث لهما:


١- إما أن يكون القائد العسكري من منطقته،


٢- أو أن الناشط "مدفوع" كغيره ممن وضعوا قيمهم في المزاد.


نذكر هنا، على سبيل المثال لا الحصر، كيف أن ناشطي حزب الإصلاح كانوا في 2011 يطلقون الأوصاف البطولية على الجنرال العجوز علي محسن الأحمر، ويمجدونه بأنه "خالد إبن الوليد اليمن" في مشهد أثار السخرية لاحقًا، حين بدأت تتكشف ملفات الانتهاكات والصفقات والخذلان.

وما يزيد الطين بلة، تلك الحادثة التي لا تُنسى حين قام محمد عسكر، وزير حقوق الإنسان الأسبق في حكومة الشرعية اليمنية، بتكريم شلال علي شائع، المعروف بسجله المليء بالانتهاكات، وكأننا في مسرح عبثي. لم تمر فترة طويلة حتى تمت إقالة الوزير، في مشهد يُعدّ حتى الآن من أسوأ النماذج في تناقض القيم.

مؤخرًا، ظهرت منشورات التنميق والتعتيق للقائد العسكري جلال الربيعي قائد الحزام الأمني في عدن وهي قوات تتبع المجلس الإنتقالي الجنوبي والذي يمتلك رتبة (عميد).. رتبة ظهرت على أكتافه فجأة دون حساب أو عقاب أو حتى مؤهل علمي ولأنني لم أستطع الحصول على معلومات كافية بخصوص حادثة الانتهاك التي حصلت للمعتقل أنيس الجردمي رحمة الله عليه لم أنشر عنه أبدًا.

الحقيقة التي يعرفها الجميع ولا ينكرها إلا مكابر أن العسكري، مهما بلغ من حسن المعاملة أو الشجاعة، تبقى في سجلّه انتهاكات، لأن بُنية المؤسسة التي ينتمي لها قائمة على العنف لا المحاسبة.

وبحسب خبرتي البسيطة من خلال التعامل مع كافة التشكيلات العسكرية (مابعد ٢٠١٥) والتي لا تعتبر رسمية لأنها لا تنضوي تحت مؤسسات الدولة الرسمية المتعارف عليها كوزارة الدفاع أو وزارة الداخلية فإن سجلها بالانتهاكات لا تخلوا وبإعتراف كثير من قادتها سواءا بالسجون الخاصة بهم أو حتى من خلال تقارير مصورة عنهم!

ختامًا نستذكر بيت شعري شهير:

"العسكري بليد للأذى فطن كأن إبليس للطغيان رباه" والمقصود أن العسكري قرين أذاه يستمع ليُبلغ لا ليُحاسب، فكيف يصبح نموذج وقدوة ومديح النشطاء يسبقه؟!