التحول السهل للرأي العام اليمني يشبه المثل الشعبي" حيرك على من قدرت ،يظل الرأي العام الشعبي متحفزاً لأي خطوة أو مجرد تصريح للشرعية، صواباً كان أم خطأً.. ليصب الجمهور المندفع غضبه وسخريته، ويتسابق الجميع لتدوين التذمر واظهار البطولة ضد الشرعية وقياداتها.
حسناً هذا أمر صحي، بل وأحيانا مفترض في ظل حالة الحرب وضياع الوطن وضعف الشرعية أيضاً في مواجهة المليشيا.. ولذلك أسباب كثيرة بعضها لا يتعلق بالشرعية ذاتها.
لكن أن يتغاضى الرأي العام عن المجرم ويلوم الضحية طوال الخط فهذا هو المؤسف الآن.. وقد سببته حالة التشظي الحزبي والاستقطابات الخارجية والمشاريع السياسية المستوردة، وحالة التصارع السخيف بين القوى المناهضة للحوثي وعدم امتلاكها لأي مشروع وطني.
يُفجر الحوثي حياً كاملاً بصنعاء بكل من فيه.. ولا أحد يتحدث من أبطال التواصل.. وحين يطل الرئيس ليكشف عن حقيقة هذه المليشيا التي لا تبالي بقصف المدن والأحياء والمطارات وكل شيء حي.. ويبين للناس سوءها مهما كان الأمر محزناً.. فيخرج هؤلاء لاستعراض بطولتهم وقوة طباعهم.
سيقولون نحن نلوم الشرعية لأنها المسئولة عنا..أما أولئك فمحض عصابة فليكن.لكن ما دامت الشرعية مسئولة عنك فساندها حتى وأنت تجلدها.. لا تهزمها أيضاً.وحين تلوم الشرعية.. لاتنسى أن تكون أولاً بطلاً ضد الحوثية التي تسببت بكل هذا الدمار..
سيكون من المنطقي أن تحاسب الشرعية بشدة.. لكن لا تغفل عن المجرم الحقيقي وتتخلى عن مقارعته.لن يكون مقبولاً منك ضرب الشرعية فقط وسياط الحوثية تلهب ظهر الوطن.
حاسبوا الشرعية بقوة.. لكن أرونا قبل ذلك أو معه، أنكم رافضون للحوثية وراغبون في مقاتلتها لآخر نفس .
