إن كلمات الشكر والعرفان لقليلة جدًا في حق من أفنى خمسة عقود من عمره يصول ويجول بين فصول الصرح العلمي (مدرسة العاصفة لباخة) واستطاع بأسلوبه التربوي والتعليمي النادر أن يدفع بمدرسة العاصفة لباخة إلى الواجهة ويجعلها من أوائل المدارس النموذجية على صعيد محافظة أبين. وقد كُرمت المدرسة من قيادة المحافظة في الثمانينات من القرن الماضي، ولكل مجتهد نصيب.
إن جاز لي التعبير، فمرحلة إدارة أستاذنا القدير محمد سعيد مفتاح هي المرحلة الذهبية بالنسبة لمجمع العاصفة لباخة التعليمي، التي لن تتكرر إلا إذا عاد الزمان إلى الوراء.
يتمتع أستاذنا القدير بأسلوب تربوي عالٍ جدًا، لا يقتصر على الكلام، بل إن نظراته لها تأثيرها وأثرها، لاسيما أوقات العتاب.
فلا أكتب هذه السطور من وحي الخيال، ولم أعتمد على روايات الآخرين، بل أتحدث عن واقع عاصرته، ومعلم أدركته وتعلمت على يده خلال دراستي للمرحلة الأساسية بمدرسة العاصفة لباحة، ثم ثانوية الشهيد الدكتور محمد علي مفتاح / لباحة، بل وشجعني على مواصلة دراستي العليا بجامعة عدن. وكان بالنسبة لي مرجعية أعود له في كثير من الأمور العلمية، وما زال حتى اللحظة، وشهادتي فيه مجروحة، باعتباري أحد تلاميذه.
معلم صنع الأجيال وسلحهم بالعلم ورفد بهم المعاهد والجامعات، ومنهم من نالوا الشهادات العليا ويتبوأون مناصب في مؤسسات الدولة بمختلف المجالات.
الذي حضره الأستاذ محمد أحمد جعيول، مدير مكتب التربية والتعليم بمديرية المحفد؛ والدكتورين أمين قاسم العوذلي ومحمد محسن مثنى، ممثلين مركز البحوث والتطوير التربوي بوزارة التربية والتعليم؛ والزميل الإعلامي محمد منصور شملق، مراسل قناة عدن المستقلة، الذي أبى إلا أن يغطي هذا العرس بوتيرة عالية؛ وكذلك الأستاذ علي أحمد غيثان، رئيس قسم الفكر والإرشاد بتنفيذية انتقالي المحفد. لقد كان لحضوركم أثره الإيجابي، بل أعطى الحفل رونقًا جميلًا.
وعكس حفل التكريم صورة راقية لمدينة لباخة، ورسم صورتها الجميلة لدى الرأي العام الخارجي، أكان على صعيد المديرية أو المحافظة والوطن أجمع.
ينتابني شعور بالتقصير؛ لأنني لم أتمكن من حضور حفل التكريم الذي أقيم صباح اليوم بمدرسة العاصفة لباخة (الأم بالنسبة لي)، والتي أيضًا تحمل لي كثيرًا من الذكريات الجميلة مع أستاذنا القدير، نتيجة ضغوط العمل الذي غواني وانشغالات الدنيا الطويلة، وللظروف أحكام. وألتمس العذر.
حفظ الله أستاذنا القدير وأطال عمره.