آخر تحديث :الجمعة-18 يوليو 2025-02:30ص

"في زمن العبث.. لا ترفعوا الشماعات"

الأحد - 25 مايو 2025 - الساعة 03:09 م
محمد السعدي

بقلم: محمد السعدي
- ارشيف الكاتب


في هذا الخراب الممتد، لا شيء يوجع أكثر من الكذب الجماعي الذي نعيشه… الكذبة التي نحتمي خلفها كلما ضاقت بنا الحقيقة: "الأعداء سبب كل شيء".


نعلّق فشلنا على المؤامرات، ونتغاضى عن خيباتنا الداخلية، عن الجشع الذي يسكننا، عن الصمت الذي اخترناه حتى لا نغضب سيدًا، أو نخسر منصبًا، أو نزعج قطيعًا.


رفعنا شعار الوطن، فمزقناه بأيدينا ، هتفنا باسم الثورة، فدُسنا على دمها حين اصطدمت بمصالحنا .. هتفنا باسم الله، ثم خنّا الأمانة، وظلمنا الضعيف، واتبعنا من لا يستحق.


الحقيقة موجعة، لكنها الطريق الوحيد للنجاة:

عدونا الأول لم يكن يومًا على الحدود…

عدونا الأول كان دائمًا يسكن في عقولنا، في خياراتنا، في الذين اخترناهم وسكتنا عنهم، وفي الذي بداخل كل واحد فينا… حين يعرف الحق ويتجاهله.


لن نخرج من هذا العبث بشعارات جديدة، ولا بخطابات نارية، ولا بتبديل أسماء على الكراسي.


نحن بحاجة إلى ثورة هادئة، تبدأ من داخلنا…

نربي أبناءنا على المحبة لا على الحقد،

نختار الصادق لا الأقرب،

نحترم القانون لا الأشخاص،

نقدّس الإنسان لا الهتاف...


لا تنتظروا مخلّصًا، فالمخلص قد لا يأتي ،

اصنعوه أنتم، في بيوتكم، في قراراتكم، في ضمائركم

فحين نصبح نحن التغيير…

لن يقدر أحد على إعادة العبث من جديد.