آخر تحديث :الثلاثاء-01 يوليو 2025-11:45ص

المظاهرة و البيان

السبت - 17 مايو 2025 - الساعة 09:35 م
عمر الحار

بقلم: عمر الحار
- ارشيف الكاتب


نحن ضحايا الجهل السياسي، المشبع بعقلية أمنية متحجرة، عتيقة، متعثرة، تأكلها السنون ولا تزال قابعة في مكانها، كأنها لم تذق طعم الزمن أو تتأثر بتطورات العصر. تلك العقلية التي ظن البعض أنها سبيل الأمن والاستقرار، فتمسكوا بها وركبوا قطارها المظلم، رغم أنها لم تُفضِ إلا إلى مزيد من الضياع والمشكلات. لقد أصبح جلياً أن هذه العقلية لم تكن إلا عبئاً ثقيلاً على التغيير، فظل أصحابها يقاومون الإصلاح، ويتشبثون بمفاهيم فاسدة تقودنا إلى المجهول.


و بلغ الوضع في عدن وهي بيت القصيد  حدا لا يُطاق . تعيش المدينة في حالة من التدهور المستمر ، بعد تولي "المجلس الانتقالي" زمام الأمور فيها ، واخضاعها لملشنة مقززة، حولت كل زاوية من زواياها إلى ساحة قتال وصراع مستمر . أصبحت عدن مكاناً يُفقد فيه الأمل يومًا بعد يوم ، بلا استجابة فعالة للاصلاح الحقيقي .


عدن الآن بلا أمان، مقتولة بالأزمات التي لا تنتهي، والتي تضاف يومًا بعد يوم إلى قائمة طويلة من الأوجاع. والغريب أن "الرفاق الجدد" في السلطة، الذين جاءوا بذريعة تحسين الوضع، أصبحوا بعيدين كل البعد عن هموم المدينة وأهلها. لقد أصبحوا في برج عاجي لا يعرفون معاناة الناس، ولا قادرين على فهم ما يعيشه أهلها من ألم.


تتحدث عدن عن قصص من العنف والتدمير، يرويها أهلها الذين تعرضوا لأسوأ أنواع الإرهاب والظلم منذ فترة الثورة، والآن عادت المدينة لتعيش في دوامة من الاستقطاب الجهوي الذي يعمق الهوة بين أهلها. الهوية الجهوية، التي يُراد لها أن تكون عنواناً للسلطة، جعلت عدن تبتعد أكثر عن جوهرها المدني المعروف ، وجعلت معاناتها أكثر قسوة.


إننا في حاجة ماسة لإعادة تقييم الوضع ، وتحرير المدينة من تلك العقليات التي تسببت في تعطيل تقدمها . نحتاج إلى مشروع وطني حقيقي يعيد لعدن أمانها، ويعالج أزماتها السياسية والاقتصادية والاجتماعية بعيدًا عن المصالح الضيقة والمصالح الشخصية التي لا تعني إلا المزيد من التفكك والخراب .


كل مواردها ، وترك ناسها يتظاهرون


فعادة ما يولد الكبت الانفجار !