آخر تحديث :السبت-07 يونيو 2025-11:43م

خذلان...وتهميش لأول من رفع العلم الجنوبي داخل القصر الجمهوري بصنعاء

الأحد - 11 مايو 2025 - الساعة 01:23 م
أنعم الزغير البوكري

بقلم: أنعم الزغير البوكري
- ارشيف الكاتب



التاريخ مليء بالأمثلة التي تثبت أن الرجال هم من يكونوا دائما في الخطوط الأمامية للدفاع عن القضايا العادلة، الوطنية والاجتماعية، فعند تفاقم الأزمات واشتداد المحن والتحديات، يقف الرجال كالجبال سدا منيعا للبلاد وأهلها، يقدمون أجسادهم ودماءهم وفلذات أكبادهم رخيصة في سبيل عزة وكرامة وحرية الأرض والإنسان، تلك الوقفات البطولية ليست مجرد أفعال فردية أو مزاجية أو لرغبات اشخاص بعينهم أو لاجندات خارجية، بل هي تعبير عن روح الانتماء والتضحية من أجل المصلحة العامة للوطن الجنوبي.


ففي الأوقات الحرجة، تجد الرجال مستعدين للتضحية بكل ما يملكون من أجل الدفاع عن الوطن، لا يترددون في الوقوف بوجه الأعداء، يواجهون الرصاص بصدور مفتوحة، يقدمون أرواحهم فداء للكرامة والحرية والاستقلال، في مواقف بطولية تعكس روح الشجاعة والإقدام التي يتمتعون بها، وتجعلهم درعا واقيا يحمي البلاد من كل خطر يهددها.


ومنذو اندلاع الثورة الجنوبية في العام 2007 خرج الجنوبين من كل حدب وصوب للاتحاق بوكب الثورة الجنوبية السلمية، وخرج الكثير من ابناء الجنوب للتعبير عن رفضهم لسياسية الضم والالحاق والمطالبه بأستعاد دولتهم الجنوبية بعد فشل الوحدة واجتياح الجنوب في حرب صيف 94 ، واحتلال الجنوب ونهب خيراته وثرواته وتدمير كل المصانع الجنوبية، ومحاولة لطمس الهوية الجنوبية وممارسة شتى أنواع الظلم ضد الجنوبين وتسريحهم من وظائفهم وممارسة كل أنواع وأساليب الاحتلال الهمجي والبربري.



وفي ظل غليان الشعب الجنوبي وخروج قوات الاحتلال انذاك لقمع كل المهرجانات السلمية واعتقلال المشاركين ، وفي ظل ذلك الغليان خرج بعض من أبناء الجنوب في العاصمة صنعاء بكل شجاعة للتعبير عن رايهم ورفضهم لسياسية الضم والالحاق وطمس الهوية الجنوبية ورفضهم للاحتلال المتغطي تحت اسم الوحدة المشؤومة.


ومن اولئك الأبطال الأحرار والشرفاء ،عبده حاشد الحميدي الصبيحي ذلك البطل الجنوبي الصنديد الذي قام برفع العلم الجنوبي داخل القصر الجمهوري لعلي عبدالله صالح في صنعاء، وخرج بصوت عال يقول:


سبعه سبعه آخر يوم يوم ياجنوبي صحي النوم.


وذلك العمل الذي هز نظام الاحتلال قامت قوات الحرس الجمهوري بأعتقاله وتكبيله وتعذيبه بالكهرباء وشتى أنواع العذاب ،إلا أنه ظل شامخاً لم يتزحزح او يتخلى عن مبادئه رغم كل أنواع التعذيب الذي تم ممارسته ضده .


ورغم هذه الأدوار البطولية والتضحيات الجسيمة، لكن قوبل كل ذلك بالتجاهل والتهميش ، لذلك فإن نضال وتضحيات أولئك الرجال الصادقين وجدوا أنفسهم في قائمة النسيان، وذلك ما يؤدي إلى فقدان الحافز لديهم، فالتهميش لا يؤثر فقط على الأفراد، بل ينعكس سلبا على المجتمع بأسره، فكل يوم يُدار فيه الظهر للمناضلين والمضحين هو يوم يُفقد فيه موطن شرف في هذه البلاد، فالتقدير والاعتراف بجهود الأبطال في غاية الأهمية لضمان استمرار الروح الوطنية والحفاظ على استقرار البلاد.


يجب على الجميع أن يدرك أهمية تقدير جهود الرجال المناضلين والمضحين، فالاعتراف بتضحياتهم وتعظيم دورهم في الدفاع عن الوطن الجنوبي يعزز من معنوياتهم ويزيد من استعدادهم للتضحية في سبيل المصلحة العامة للأمة، وهذا الاعتراف يجب أن يتجسد في كل جوانب الحياة.


ان اؤلئك الرجال الذين قدموا أرواحهم ودماءهم في سبيل الدفاع عن القضايا الوطنية العادلة يستحقون كل التقدير والاحترام، وتهميشهم يعني تهميش تاريخ من البطولات والتضحيات.


نكزه لكل قيادات الانتقالي اعيدوا النظر لاولئك المناضلين الشرفاء الأحرار ، فهم وهج الثورة الجنوبية ولولا نضالاتهم لما وصلتم الى ما أنتم فيه الان.