آخر تحديث :الجمعة-09 مايو 2025-10:06م

قبل وبعد عشر سنوات؟!

السبت - 03 مايو 2025 - الساعة 05:35 م
حيدره محمد

بقلم: حيدره محمد
- ارشيف الكاتب


أثبتت العشر السنوات المنصرمة،بأن الأطراف الشرعية واللا شرعية مازالت تصبو إلى المزيد من الصراعات والإنقسامات،وهي تستمد شرعياتها المتصارعة والمنقسمة من أرث مهول من الإلغاء والإقصاء السياسي.


وكما وأثبتت المرحلة القائمة،بأن(التدخلات الخارجية)ماكانت لتسود لو لم يتم إجترارها إجترارآ من قبل كل المتصارعين والمتحاربين.


والمتغير الرئيس لعشر سنوات من التدخلات الخارجية والإلغاء والإقصاء السياسي،أن جميع الأطراف باتت على استعداد لإعادة هامش الدولة السابق إلى ماقبل أربعة عقود..وعلى أساس(المحاصصة السياسية)التي كانت.


والثابت الرئيس والأكثر إهدارآ للحقوق والقضايا،والتي أطاحت مطالبها ذات يوم(بالنظام السابق)أنها مجتمعة قد ألغيت وأقصيت..وإلا لما أنتفضت المحافظات الجنوبية،ولما قامت ثورة التغيير،ولما خرجت صعدة قبل أن تحمل السلاح وتنقلب على فتات النظام البائد.


وهي القضايا التي خرجت من عباءاتها كل الأطراف اللا شرعية والشرعية،ولتعود وتنقلب عليها،وتنتهج سياسة الأمر الواقع،ومخطئ من يظن أن الطرف الإنقلابي الوحيد في صنعاء..وكل الأطراف قد توجت إنقلابها في٧أبريل٢٠٢٢.


غير أن التحول في المعطى الدولي والإقليمي قد يوصل جميع الأطراف إلى ماهو أبعد من٧أبريل٢٠٢٢،والحديث عن عملية برية بات أقرب من أي وقت مضى،وهو مايعني أن هناك حرب جديدة.


وإذا أردنا توصيفآ حقيقيآ ودقيقآ للحرب التي تقرع طبولها،فلن يكون إلا أنها حرب(إنقسام جنوبي شمالي)في مواجهة(إنقسام شمالي).


وما قبل وبعد عشر سنوات لم تحدث تغييرآ للصورة السياسية في مجملها،وإن أضافت أطرافآ جديدة للمشهد،والأطراف الجديدة بدورها هيأت الواقع لما هو بعيد،ورفعت شعارات الفيدرالية والكونفدرالية.


وهذا يعني أن مشاريع التقسيم القديمة والحديثة ممكنة وقابلة للتنفيذ بحسب النتائج التي ستستقر عليها الحرب..والتي قد تكون مؤجلة لحين الإتتهاء من التهيئة المطلوبة،والتي بموجبها ستتم إعادة خطة التموضع لكل الأطراف المتصارعة.


بيد أن الثابت والمتغير في آن،أن كل الأطراف لازالت تحتفظ بمخزونها الاحتياطي القادر على إبقائها متى ماسقط الغطاء عنها،ومتى ماشعرت بأنها قادرة على إلغاء وإقصاء كل من كانوا حلفائها داخلياً وخارجياً للاستفراد بالسلطة،ولحكم شعب من الأفاعي والثعابين!