آخر تحديث :الثلاثاء-17 يونيو 2025-12:08ص

هبة حضرموت كمثل من يقاتل طواحين الهواء

الإثنين - 14 أبريل 2025 - الساعة 09:06 م
عمر محمد السليماني

بقلم: عمر محمد السليماني
- ارشيف الكاتب


ما حدث في حضرموت من تجمعات وخطابات وشعارات ووعود كلها زوبعة في فنجان لا أقل ولا أكثر. الشعب ينسى كثيرا التجارب السابقة ويتعلق بالاوهام وباي قشة ترمى له في أمواج الفوضى المستمرة.

كان الحراك الإنتقالي.. علق عليه الكثير من ابناء الجنوب آمال وأحلام، كلها تبخرت، واصبح الإنتقالي جزء من هذة الفوضى والفساد.

حدث كذلك في شبوة حراك ضد محافظها بن عديو، وتكررت حكاية المليونيات، ونتذكر تجمع الوطأة، و يتكرر الخطاب.. تنديد بالفساد ونهب الثروات والإنفلات الأمني وعدم المساواة... الخ، والوعود بتصحيح ذلك وبسنوات فيها يغاث الناس وفيها يعصرون.

تحدثت في مقالات عديدة سابقة عن توصيف الحالة التي يمر بها اليمن، وأنها تحولت إلى حالة نمطية، فوضى وفساد.. الخ، سوف تستمر لعقود يتوارثها عدة أجيال، يتعايش معها النظام بقياداته والشعب بافراده. وكل هذة "الهبات والمليونيات" هي جزء من المشهد لن تقدم ولن تؤخر، مجرد تخدير لاستمرار الحال كما هو.

لا يمكن أن يأتي الحل "المنشود" الذي يتطلع له الشعب اليمني بشكل عام والجنوب بشكل خاص من أعلى الهرم، ولا من قيادات "الهبات" مسبقة الدفع، إنتهى زمن مثل هذه الحلول، فقد تحولت هذة الحركات وما ينشأ عنها من تنظيمات ومليشيات إلى حالات ارتزاق.

لا بد من تحول جذري يأتي من القواعد الشعبية من خلال تنظيمات شعبية محلية بشكل أو بآخر، يشارك فيها الجميع، تقاد من قيادات محلية تفرزها مثل هذة التنظيمات والحراك المحلي، وقد يكون عبر انتخابات محلية من خلال مبادرات ذاتية ليكسبها شرعية "شعبية" في غياب شرعية دستورية حقيقية تحكم اليمن.

بن حبريش مثله كمثل الزبيدي والثمانية لا يملكون شرعية دستورية ولا شعبية، ومجالس محلية وبرلمانية منتهية الصلاحية.

اليمن يحتاج لوعي جماهيري وتصحيح مفاهيم وترتيب أولويات. لن يكون المرء قادر أن يصلح مجتمعه وبيته خرب، ولن تتمكن الشعوب من تغيير أو إصلاح في نظامها المركزي وهي فاشلة على مستولى المحليات، ففاقد الشيء لا يعطيه. "إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ".

مثل هذا الفكر والثقافة والوعي المجتمعي، الذي يمكن أن يحدث تغيير غائبة عن كثير من المجتمعات التي تنشد التغيير، وكل تلك "الهبات" كما حدث مؤخرا في حضرموت كمثل من يقاتل طواحين الهواء.