الجهات الرقابية كثيرة ومتعددة التسميات ومتنوعة المهام وتخضع لإدارة كثير من الوزارات والهيئات والجهات ومع كل تلك الجهات الرقابية المتعددة والكثيرة تضيع المهام وتنتشر المخالفات التي ربما تمرر بعضها بتواطؤ بعض تلك الجهات او في غفلة منها وذلك لعدم تفعيل دورها وعدم قيامها بمهامها على الصورة المطلوبة لجهل القائميين بمهامهم وواجباتهم في القوانيين واللوائح المنظمة لعملهم او لقصور في بنود تلك اللوائح والأنظمة المنظمة لعملهم أو لقصور في الرقابة وعدم تفعيل القوانين واللوائح بالصورة التي تحقق المقصود منها.
والمخالفات المعنية هنا هي انتشار معامل تصنيع وإعداد بعض أنواع الطعام وخاصة تلك الأطعمة والمشروبات والمثلجات التي يقبل عليها الأطفال فيكونوا أكثر عرضة للإصابة بالأمراض والأوبئة التي تكون مصاحبة لتلك الأطعمة والمشروبات التي تعد دون رقابة او محاسبة في أماكن تفتقر إلى أبسط مقومات الصحة والسلامة والأمان حيث يتم إعداد تلك الأصناف في محال قد تكون هي عبارة عن أكشاك تفتقر إلى كل الشروط الصحية فلربما كانت بجوار مقلب قمامة أو تجمع مياه الصرف الصحي ومن قبل أشخاص لا تعرف حالتهم الصحية ولم يتعرضوا للكشف والمراقبة الصحية مع افتقار الأماكن التي تعد فيها تلك الأطعمة للنظافة واستخدام أدوات غير معقمة ونظيفة ودون رقابة وتفتيش للمواد المستخدمة من حيث الجودة والصلاحية.
لهذا أزداد انتشار مثل تلك المحال التي تعد انواع من الطعام والمشروبات التي يقبل عليها الأطفال كالايسكريم والشبسيات والمعجنات وشعر البنات والمياه والعصائر والبفك وكثرت أصنافها وتنوعت مسمياتها وانتشرت تلك المحال المفتقرة لابسط الشروط الصحية في الأحياء الشعبية والأزقة في ظل غياب الرقابة والتفتيش من قبل الجهات الرقابية المعنية وبالمقابل يلاحظ انتشار الأمراض والأوبئة كامراض الأسهالات والأمراض الصدرية دون البحث عن اسباب انتشارها وتفشيها.
فلابد من إعادة تفعيل التفتيش و الرقابة وملاحقة تلك المحال واغلاقها وعدم السماح بتشغيل المعامل وإن كان كثير منها لا ينطبق عليها هذا الوصف فالقائم منها عبارة عن اوكار للاوبئة والأمراض إلا بتصريح إنشاء المعمل بالشروط الصحية التي تتناسب مع الوجبة وبمزاولة مهنة يتعرض فيها العمال لفحص طبي يسمح لهم ممارسة إعداد تلك الوجبات حفاظا على الصحة والسلامة العامة.
عصام مريسي